كرواتيا بلد أوروبي لم يكتشفه السياح بعد بكثافة. فيها ثقافة عميقة، مناظر طبيعية ساحرة، ونمط حياة هادئ. تبدأ الأمور في زغرب المليئة بالحركة، وتنتهي عند شواطئ سبليت ودوبروفنيك الرملية. كل منطقة تمنح نمط حياة مختلف يتناسب مع أذواق متباينة.
الحياة اليومية تجمع آثارًا عتيقة بجبالٍ وبحار. دوبروفنيك وسبليت تمنحان زحامًا
بشريًا وشمسًا على البحر، بينما سلافونيا وإستريا تمنحان صمتًا زراعيًا ومسارات للمشي وكروم عنب. الشتاء معتدل والصيف دافئ، فتخرج الناس إلى الخارج معظم أيام السنة.
الثقافة المحلية تبدأ في المطبخ: لحم بصلصة Pašticada، ريزوتو بالحبار الأسود، ثم تنتقل إلى ساحة القرية حيث يُسكب Rakija في كؤوس صغيرة ويُعزف على الجيتار. النتيجة جو ودي يجعل الغريب يشعر أنه من أهل البلد سريعًا.
الإيجار يتغير حسب المكان. في زغرب، شقة غرفة وصالة تكلف بين 400 و700 يورو في الشهر. في سبليت ودوبروفنيك يرتفع السعر إلى 800 يورو أو أكثر خلال الصيف. موقع Njuškalo وRentola يعرضان شققًا، ويوجد مكاتب عقارية صغيرة في كل حي. نمط الحياة بطيء: الناس يفضلون المشي على الشاطئ أو الجبل بعد الدوام.
الوظائف متوفرة في السياحة، تقنية المعلومات، والخدمات. صاحب العمل يتولى ورق تصريح العمل، والدوام مرن مع استراحات قصيرة. العمل عن بُعد شائع، والزملاء يتبادلون المساعدة بسهولة.
أهم المكاسب: بحر نظيف، أسعار معيشة أقل من أوروبا الغربية، سكان يحبون الضيف، وشمس تشرق 250 يومًا في السنة. أهم العيوب: الروتين الحكومي طويل، الإنجليزية لا تكفي في القرى، والحافلات قليلة في الأرياف.
إذا خطر ببالك الانتقال، فكرواتيا تمنحك مزيجًا من الجبل والبحر والطعام اللذيذ دون تكاليف خيالية.
تقع شبه جزيرة بيليساك في جنوب كرواتيا، وهي وجهة سياحية غير معروفة على نطاق واسع، تجمع بين مناظر طبيعية خلابة وتراث محلي عميق. تبرز المنطقة بشواطئها غير المألوفة، جبالها المكسوة بالأشجار، وأطباقها المحلية، فتصبح وجهة تناسب من يبحث عن الراحة ومن يطلب التحدي.
قرية أوربيك تقع في منتصف بيليساك، وتطل
مباشرة على البحر الأدرياتيكي. تضم شوارع مرصوفة تحتضن مباني قديمة ومتاحف صغيرة، وتفتح كنيسة "السيدة العذراء" أفقًا واسعًا على البحر والجبال. تُستخدم القرية كبداية لمسارات المشي الجبلي، ولرحلات استكشاف الغابات والوديان، كما تسمح بالسباحة وركوب الأمواج على شاطئها الصخري.
شواطئ بيليساك تُدرج ضمن الأجمل في كرواتيا. يأتي زوار ترستنكا وبورا لمياههما الزرقاء ورمالهما الصفراء. يجد هواة السباحة مساحات واسعة للسباحة، ويجد المصورون مناظر طبيعية جاهزة للتصوير، بينما يمارس آخرون ركوب الأمواج، التزلج على الماء، أو الإبحار بالزوارق الشراعية.
يُكتشف الطعام الكرواتي في بيليساك من خلال مكونات بسيطة: خضار موسمي، زيتون وزيت زيتون. يُطهى "بيكا" في قدر معدني يُدفن تحت الجمر، فيحتوي على لحم أو سمك مع بطاطا وجزر وبصل. تفتح الأسواق الأسبوعية أبوابها أمام من يريد شراء عسل وزيتون مباشرة من المزارعين، وتنظم مزارع جولات توضح كيف تُزرع الأشجار دون إتلاف التربة.
تبدأ المسارات الجبلية من أطراف القرى، وتؤدي إلى قمم تطل على البحر. يُركب الدراج الجبلي طرقًا وعرة، يتسلق المتسلقون صخورًا كلسية، ويُلقى الصياد شباكه من الرصيف أو من قارب صغير. يُبحر القارب الشراعي إلى خلجان منعزلة، ويغوص الغواص بين صخور البحر الأدرياتيكي.
تجمع بيليساك بين هدوء الشواطئ الصغيرة وحماس رياضة التسلق، فتمنح زائرها رمالًا نظيفة، قصصًا محلية، أطباقًا معدة في بيوت الطين، ورياضة في الهواء الطلق، ما يجعلها تتصدر قائمة الأماكن التي يُنصح بزيارتها في كرواتيا.
الإسكندرية، عروس البحر المتوسط، مدينة حية تختلط فيها رائحة التاريخ بملح البحر. تتغير زيارتها باختلاف الفصول، لكن الخريف والشتاء يظلان الأنسب لتفادي الزحام الصيفي. أنشأ الإسكندر الأكبر المدينة سنة 331 ق.م فوق أنقاض مدينة فرعونية، وغرقت مرتين إثر تسونامي دون أن تسقط عن عرشها.
تعج الإسكندرية بآثار ومواقع ثقافية بارزة.
أبرزها قلعة قايتباي المطلة على البحر وبني قبل أكثر من خمسمئة عام. تبرز مكتبة الإسكندرية الحديثة التي تحتوي ملايين الكتب وعدة متاحف، وتصميمها يحاكي شكل الشمس عند بزوغها. من المواقع أيضًا مقابر كوم الشقافة التي تجمع النقوش الفرعونية بالزخرفة اليونانية، وعمود السواري الشهير من العصر الروماني.
تضم الإسكندرية متحف المجوهرات الملكية والمتحف القومي ومتحف الآثار الغارقة. يُعتبر قصر المنتزه من أجمل القصور بإطلالته البحرية، ويُسمح برؤية قصر كليوباترا الغارق بالغوص تحت سطح الماء. يستحق المسرح الروماني وكورنيش المدينة زيارة، خاصة كوبري ستانلي الذي يمنح مشهدًا رومانسيًا عند الغروب.
تمنح المدينة تجربة خاصة في شوارعها، من الجلوس في مقاهي البحر إلى تذوق فريسكا وغزل البنات. يزخر المطبخ السكندري بأسماك البوري والهامور والجمبري. لمن يبحث عن تسوق، يوجد سوق زنقة الستات وسوق العطارين.
تتوفر في الإسكندرية أماكن إقامة تناسب كل الميزانيات، من بيوت الشباب إلى فنادق الخمس نجوم. للإقامة القصيرة يُفضل اختيار غرفة تطل على البحر لرؤية جمال المدينة.
