وهو موقع مقدس يرمز إلى الحياة الآخرة. قربها من ممفيس منحها أهمية كبيرة لدى الملوك والنبلاء. مناخها الصحراوي المرتفع يساعد على بناء المقابر الضخمة والمحافظة عليها عبر آلاف السنين.
أبرز معالم سقارة هو هرم زوسر المُدرّج، وهو أول هرم حجري في التاريخ، ويُظهر الابتكار المعماري المصري. صممه المعماري إيمحوتب، وكان بداية لتطور بناء الأهرامات لاحقاً. يشمل المجمع الجنائزي لزوسر معابد وساحات، ويتميّز بتخطيط متكامل يعكس مكانة الملك الإلهية.
تشمل سقارة مقابر أخرى بارزة مثل هرم أوناس، الذي يحتوي على أقدم نصوص دينية معروفة، وهي "نصوص الأهرام". يوجد أيضاً السرابيوم، وهو مجمع دفن لثيران أبيس المقدّسة، دُفنت في توابيت ضخمة تُبرز التقديس الديني للحيوانات ومهارات المصريين المعمارية تحت الأرض.
سقارة غنية بالمصاطب والمقابر المزينة بنقوش فنية تعكس الحياة اليومية والعقائد الدينية، مثل مقابر تي ومريروكا، والتي توثق تفاصيل الحياة والمجتمع المصري القديم. لعبت النقوش دوراً دينياً في تأمين رحلة آمنة للمتوفى إلى العالم الآخر، وكانت دليلاً على التطور الفني والديني.
شكّلت المقبرة مركزاً اقتصادياً واجتماعياً، إذ وفّرت وظائف لعمال وفنانين وكهنة، وكانت رمزاً للثروة والمكانة الاجتماعية. ساعد المناخ الجاف وارتفاع سقارة في الحفاظ على آثارها بأفضل حال، ما يجعلها موقعاً مهماً في دراسة الحضارة والفن والمعمار في مصر القديمة.