المهندسون عن المخططات الأصلية وواصلوا رفع الارتفاع أثناء التنفيذ.
انطلقت فكرة بناء برج خليفة عام 2003، ليكون رمزًا عالميًا لدبي وسعيها نحو أن تصبح عاصمة السياحة العالمية. رغم أن الأرض صحراوية قاسية ولم تكن مؤهلة لبناء ناطحات سحاب بهذا الحجم، تشكل فريق دولي بقيادة المهندس "بيل بيكر" لمواجهة التحديات المعقدة.
خلال دراسة الموقع، واجه الفريق صخرة رسوبية تُدعى "كالسيسيلتايت"، غير صلبة بما يكفي لتحمل وزن البرج، مما استدعى تصميماً جديدًا للأساسات. فتم اعتماد تقنية "الأساس الطافي"، وهو بلاطة إسمنتية بسماكة 3.5 أمتار تمتد على مساحة 7500 متر مربع وتُغرس على عمق 7 أمتار. تعتمد القاعدة على توزيع الوزن والاحتكاك بدلاً من القواعد الصخرية التقليدية، وظهر نجاح الحل في هبوط البرج بمقدار لا يتجاوز 5 سنتيمترات بعد انتهاء البناء.
مع تجاوز مشكلة الأرضية، برز تحدٍ آخر: بناء البرج عموديًا بطول يفوق 800 متر باستخدام الإسمنت بدلًا من الحديد. طُوِّر أسلوب بناء يتم فيه صب الإسمنت في قوالب خاصة تُشكل كل طابق خلال ثلاثة أيام، مكّن ذلك من تسارع وتيرة البناء بشكل غير مسبوق.
استلهم المهندسون تصميم الدعائم الجانبية من الكاتدرائيات القوطية، باستخدام ثلاث دعامات كبيرة تغلف النواة المركزية للبرج، ساعد ذلك على توزيع الضغط بعيدًا عن المركز وجعل البرج مستقرًا رغم الارتفاع. ورغم الاحتياطات الأمنية، أودت ظروف العمل القاسية بحياة ثلاثة عمال، ليظل برج خليفة شاهدًا على عظمة التصميم الهندسي وتضحيات من ساهموا في إنشائه.