مع التاريخ في لوحة جذابة.
أنشأ الدوق التوسكاني بونيفاسيو الثاني المدينة في القرن التاسع كحصن لحماية الممرات البحرية من القراصنة. تتميز المدينة القديمة بشوارعها الضيقة ومنازلها المبنية على حافة الصخور، في مشهد يشبه الأعشاش المعلقة، ما يعكس قدرة الإنسان على التكيف مع بيئة صعبة وتحويلها إلى ملاذ آمن. التجول في أزقتها يكشف تاريخها الجنوي والروماني، الممزوج بسحر معماري لا يزال حاضرًا حتى اليوم.
مضيق بونيفاسيو، الفاصل بين كورسيكا وسردينيا، يُعد من أبرز معالم المدينة. يواجه الممر المائي رياحًا قوية وأمواجًا عنيفة، وكان ملاذًا للقراصنة عبر العصور. اليوم، يُعد المضيق مكانًا مثاليًا لمحبي المغامرات والرياضات البحرية مثل الإبحار والغوص، إلى جانب كونه معلمًا تاريخيًا يستحضر أحداثًا بحرية أثرت على تاريخ المنطقة.
من الناحية الثقافية، تقدم بونيفاسيو مزيجًا غنيًا من التأثيرات الفرنسية والإيطالية ينعكس في مطبخها المتوسطي المميز. تُعد الأسماك والمأكولات البحرية الطازجة ركنًا أساسيًا في تجربة الطعام، إلى جانب المعجنات الفرنسية والمشروبات المحلية التي يُتاح تذوقها في المقاهي المطلة على الميناء، حيث يلتقي الزائر بروح الحياة البحرية القديمة والمعاصرة معًا.
بونيفاسيو تجمع بين الجمال الطبيعي والتاريخي في تناغم نادر، ما يجعلها واحدة من أجمل المدن في كورسيكا وأكثرها تميزًا لمحبي الطبيعة والثقافة والمغامرة.