حقيقة أم أسطورة ؟ ..حدائق بابل المعلّقة الشهيرة

"حدائق بابل المعلّقة" واحدةٌ من أروع وأجمل ما بقي لنا لنعرفه عن الحضارة البابليّة العظيمة وهي واحدةٌ من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، حديثنا اليوم عنها وعن ما يحف تاريخها بالغموض والتساؤلات وهل حقًّا كانت موجودةً؟ أم أنّها مجرّد أسطورةٍ اختلقت من قبل البابليّين؟ هل كانت في مدينة بابل بالفعل أم في مدينةٍ أخرى؟ لكن قبل ذلك فلنعرف أولا لماذا سميت "بابل" بهذا الاسم؟

حدائق بابل المعلّقة ... أسطورةٌ على أرض الواقع

"حدائق بابل المعلّقة" واحدةٌ من أروع وأجمل ما بقي لنا لنعرفه عن الحضارة البابليّة العظيمة وهي واحدةٌ من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم، حديثنا اليوم عنها وعن ما يحف تاريخها بالغموض والتساؤلات وهل حقًّا كانت موجودةً؟ أم أنّها مجرّد أسطورةٍ اختلقت من قبل البابليّين؟ هل كانت في مدينة بابل بالفعل أم في مدينةٍ أخرى؟

لكن قبل ذلك فلنعرف أولا لماذا سميت "بابل" بهذا الاسم؟

معنى اسم مدينة "بابل"

تعود تسمية مدينة "بابل" إلى اللغة الأكاديّة بمعنى "بوّابة الإله" أو "بوّابة الآلهة" كما جاء ذكرها في اللغة اللاتينيّة بلفظة "babylon" ونطقها "Babel" وهو في نفس الوقت الاسم العبريّ لها.

entry-icon
entry-icon
entry-icon
entry-icon

براعة البابليّين في البناء والتشييد

براعة البابليّين في تصميم وبناء مدينة بابل القديمة

قد امتلك البابليّون القدرة على الحساب بدقّةٍ ولهذا تمكنوا من شقّ القنوات المائيّة وبناء السدود وتنظيم أعمالٍ مختلفةٍ مثل أن يصبحوا الروّاد في صناعات الجلود والأعمال الفخاريّة، وقد امتلكوا نظامًا قانونيًّا ومحاكم تعتمد نظام الشهود وتعاقب وفقًا "لقوانين حمورابي".

أطيب التمنيات

حدائق بابل المعلّقة بين الحقيقة والأسطورة

الصورة عبر Carla216 على flickr

يذكر أنّ حدائق بابل شيّدت في مدينة بابل القديمة وموقعها الحاليّ قريبٌ من مدينة الحِلّة بمحافظة بابل بالعراق ،وهي أوّل تجربةٍ للزراعة العموديّة حيث يرجع تاريخها إلى 600 عامٍ قبل الميلاد تقريبًا ،وهذا ما يثير فضولنا لمعرفة تاريخ تشييدها والسبب خلف القيام بالشروع في بناء حدائق بابل المعلّقة التي كانت مبهرةً منذ اليوم الأوّل الذي وضعت فيه فكرتها.

في عهد من بنيت "حدائق بابل المعلّقة" ؟ وما سبب بنائها؟

الصورة عبر Collections - GetArchive

قد شكّلت حدائق بابل المعلّقة غموضًا لدى علماء التاريخ إذ لم يبق منها أثرٌ مماثلٌ إلى يومنا هذا يدلّ على وجودها ويظنّ أنّها مجرّد أسطورةٍ لا تمتّ للواقع بصلةٍ كما تؤكّد بعض الافتراضات المستندة على حفريّاتٍ بأنّ حدائق بابل كانت جزءًا من القصر الملكيّ في مدينة "بابل" وبناها الملك "نبوخذ نصّر" كهديّةٍ لزوجته الحزينة "أميتيس" على فراق وطنها ذي الطبيعة الخضراء على عكس "بابل" ذات الطبيعة الجافّة القاسية.

ويعتقد البعض أنها في "نينوى" وقد بنيت في زمن حكم الملكة "سميراميس" ملكة الإمبراطورية الآشوريّة، حيث يذكر أنّ حدائق بابل تمّ تشييدها في عهد الملك البابليّ الأشهر " نبوخذ نصّر الثاني" وأنّها بقيت قائمةً حتّى العصر "الهيلينستي".

كيف كانت تبدو "حدائق بابل"؟

شكل حدائق بابل المعلّقة بناءً على وصف المؤرّخين لها

توصف حدائق بابل بأنّها كانت مشكّلةً من أعمدةٍ حجريّةٍ مجوّفةٍ ذات هيئةٍ تكعيبيّةٍ تحتوي على تربةٍ تنمو فيها العديد من النباتات والتي منها ما تمّ استيراده من أماكن أخرى وتسقى باستخدام المياه التي ترفعها المضخّات المتسلسلة، وتوجد في بابل أعمدةٌ وبلاطٌ حجريٌّ مغطّى بالرصاص ونوافير منتشرةٌ في كافّة أرجاء المكان لتمنحه برودةً وتستخدم أيضًا في المساعدة في ريّ المزروعات.

"حدائق بابل" غامضةٌ حتّى يومنا هذا

الصورة عبر Bridget McKinney على flickr

لا تزال حتى يومنا هذا "حدائق بابل المعلّقة" مثيرةً للجدل ومحفوفةً بالغموض، ويقال أنها لم تكن في بابل كما أسلفنا الذكر، ولكن برغم غموضها ظلّت تذكر على لسان المؤرّخين كما ذكرت في النصوص اليونانيّة والرومانيّة ، ووُصِفت بأنّ بها نباتاتٍ وأزهارًا تتدلّى كالشلّال من ارتفاع 22,86 مترًا وسط الأعمدة والتماثيل ، فقد كانت حدائق بابل مبنيّةً على أسطح القصر الملكيّ الواقع في بابل وقد قيل أيضًا أنّها تقع داخل أسوار القصر الملكيّ لأعلى أسطحه كما ورد في كتاب عالم الآثار البريطانيّ "ليوناردو وولي"

سقوط بابل بعد وفاة الملك "نبوخذ نصّر الثاني"

الصورة عبر TamTamZ على deviantart

تعرّضت بابل لحروبٍ وغزواتٍ عديدةٍ بسبب مكانتها الجغرافيّة والتجاريّة وازدهارها، بقيادة غزوات الفارسيّين بملكهم "سايروس الأكبر" ثمّ تبعه في في الحملات عليها "الإسكندر الأكبر المقدونيّ" الذي مات بحُمّى بابل لتعود لأيدي الفارسيّين ثمّ في عام 650م تمّ الفتح الإسلاميّ، وكانت قد مُحِيَت من الوجود ولم يبقَ منها سوى بعض الآثار.

"حدائق بابل المعلقة" كانت ولا تزال واحدةً من أجمل وأروع ما يميز بلاد الرّافدين عبر التاريخ من الإبداع في التشييد والبناء وأنّهم أيضًا الروّاد في الكثير من الأعمال التي يحقّقون بها المعادلة الصعبة بين الوظائف التي تقوم بها المنشأة وشكلها الجماليّ الذي صار أعجوبةً من عجائب الدنيا السبع القديمة فلا يتوقف سحره عند حدود بلاد العراق بين الماضي والحاضر بل خرجت للعالم أجمع لتسحرهم بحدائقها الغنّاءة المبهرة.

المزيد من المقالات