رفع الأثاث والأجهزة إلى أماكن مرتفعة، توسيع قنوات تصريف مياه الأمطار، وبناء سدود أو بوابات مائية تعمل على إبعاد المياه. تكاليف التجهيز تبدو مرتفعة في البداية، لكنها أقل بكثير من نفقات إعادة بناء المنازل والطرق بعد الكارثة. 
  خطط الحماية تتضمن ثلاثة عناصر: وضع خرائط إجلاء واضحة وإرسال تنبيهات قبل ساعات من وصول المياه، تدعيم الجسور والأنفاق بمواد لا تتأذى من المياه، وتنظيم دروس عملية للسكان من خلال ورش في المدارس وإعلانات تلفزيونية توضح كيفية التصرف أثناء الطوارئ. 
  تقع على عاتق الدولة مهمة إدارة الأزمة؛ فهي تشكّل فرق إنقاذ مدربة، تتفاوض مع جمعيات الإغاثة، وتجهّز مدارس أو قاعات رياضية لتكون ملاجئ مؤقتة، وتوفّر بطانيات وطعام وفرق طبية. إلى جانب ذلك، تصدر قوانين تُلزم المقاولين برفع منسوب الشوارع وبناء قنوات تصريف كبيرة، وتُلزم الأرصاد الجوية بإرسال رسائل نصية فور ظهور خطر الفيضان. 
  يعتمد نجاح المواجهة على وعي السكان. تبثّ الإذاعة رسائل مبسطة توضح معنى إنذار اللون الأحمر، يُعلّم أطفال المدارس كيفية ربط حبل الإنقاذ، وتُنظّم تمرينات في الشوارع الرئيسية لمحاكاة إجلاء سريع. كلما فهم الناس خطوات الإنقاذ، قلّ عدد الوفيات وتراجعت حالات الإصابة. 
  تُستخدم أجهزة استشعار صغيرة توضع في الأنهار ترسل بيانات عن ارتفاع المياه كل دقيقة إلى غرفة تحكم مركزية. برامج الحاسوب تحوّل الأرقام إلى خرائط ملوّنة تُظهر القرى التي سوف تغمرها المياه خلال ساعات، بينما تطبيقات الهواتف ترسل تنبيهًا صوتيًا لكل مستخدم في المنطقة المهددة، ما يختصر وقت التحذير من ساعات إلى دقائق. 
  عندما تعمل الدولة والمواطنون والجمعيات الخيرية معًا، ينخفض عدد المنازل المهدومة ويُحافظ على أرواح الناس في وجه الفيضانات التي تزداد سنة بعد أخرى. 
         كريستوفر هايس
 · 27/10/2025