أشهر الخرافات التقنية المنتشرة بيننا حول العالم
في عالم يزخر بالتطورات التقنية المتسارعة، يزداد انتشار الخرافات والأفكار المغلوطة حول عمل الأجهزة والتطبيقات. فكثيرًا ما نسمع عن خرافات تُعيق فهمنا للتكنولوجيا وتُعيق استخدامنا لها بشكل فعّال. وعبر عالم التكنولوجيا المتسارع، حيث تتغير المعلومات بسرعة البرق، يزداد انتشار الخرافات والمعلومات الخاطئة، مما يخلق سجنًا من الجهل يقيّد تفكيرنا ويُعيق فهمنا للتكنولوجيا. فما هي الخرافات التقنية؟ هي أفكار وممارسات خاطئة تُنسب إلى التكنولوجيا دون أساس علمي أو منطقي. تنتشر هذه الخرافات من خلال الشائعات ووسائل التواصل الاجتماعي، وتُصبح مُسلّمات لدى البعض دون تمحيص أو تدقيق. أو يمكننا القول بشكل مبسط أنها عبارة عن معتقدات خاطئة أو ممارسات غير صحيحة مرتبطة بالتكنولوجيا، تتناقل بين الناس كتداول الأعراف، مع الفارق الكبير بالطبع. تُنتشر الخرافات التقنية كالنار في الهشيم، تُقيّد تفكيرنا وتُعيق تقدمنا. فيتم تداول المعتقدات الخاطئة أو المعلومات المغلوطة التي تتعلق بالتكنولوجيا، وتنتشر بين الناس دون أي اثبات حقيقي. ومع الوتيرة المتسارعة التي يهيمن عليها التطور التقني، يجب علينا أن نُسلّح أنفسنا بالمعرفة والفهم الصحيح للتكنولوجيا. فمُحاربة الخرافات التقنية مسؤولية الجميع، لكي نُحافظ على ثقتنا بالتكنولوجيا ونستفيد من إمكاناتها بشكل فعّال. ففي عالم يزخر بالتكنولوجيا، يجب أن نُدرك أهمية التفكير النقدي وتقييم المعلومات بدقة. وتقع مسؤولية محاربة الخرافات التقنية على عاتق كل فرد، من خلال التثقيف الذاتي ونشر الوعي. لا تدع سجن المعلومات الخاطئة يُقيّد تفكيرك، كن مُثقفًا واعيًا، وشارك في نشر الوعي للتخلص من الخرافات التقنية، في عصر تسوده التقنيات المتطورة التي تُغمر عقولنا بالمعلومات، ويصعب التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ.
لماذا نصدق الخرافات التقنية؟
●النقص في المعرفة التقنية: قد لا يملك بعض الأشخاص المعرفة التقنية الكافية لتقييم المعلومات بشكل صحيح.
●التأثير الاجتماعي: انتشار الخرافات عبر منصات التواصل الاجتماعي and من خلال الأصدقاء والعائلة.
●البحث عن حلول سريعة: قد يبحث الناس عن حلول سريعة لمشاكلهم التقنية، دون التأكد من صحة هذه الحلول.
وهنا قد جمعنا لكم أمثلة على الخرافات التقنية...
خرافات تقنية حول الهاتف الجوال
●إعادة تشغيل الهاتف بانتظام يُحسّن من أدائه: لا يُوجد دليل علمي يدعم هذه الخرافة، بينما قد تُؤثّر إعادة التشغيل المتكررة على عمر البطارية.
●ضرورة إغلاق الهاتف بانتظام لتحسين الأداء: معلومة خاطئة مرتبطة أيضًا بما سبقها.
●شحن الهاتف لفترة طويلة لا يؤدي إلى تلف البطارية، بينما تتوقف عملية الشحن تلقائيًا عند امتلاء البطارية.
●مسح ذاكرة التخزين المؤقت (Cache) يُسرّع الهاتف: يُساعد مسح ذاكرة التخزين المؤقت على تحرير مساحة تخزين، لكنه لا يُسرّع الهاتف بشكل ملحوظ.
●تطبيقات تنظيف الهاتف ضرورية لتحسين الأداء: لا تُحسّن تطبيقات تنظيف الهاتف من أدائه بشكل فعّال، بل قد تُسبب ضررًا من خلال حذف الملفات المهمة. مصدر هذه الإشاعة هي الشركات المصنعة لمثل هذه التطبيقات.
●استخدام شبكة Wi-Fi يستهلك بطارية الهاتف أكثر من استخدام بيانات الهاتف: يعتمد استهلاك البطارية على نشاط الإنترنت، وليس على نوع الشبكة، فاستخدام Wi-Fi للتصفح قد يكون أكثر كفاءة من استخدام بيانات الهاتف.
●تركيب واقي شاشة يُعيق وظائف اللمس: لا دليل على ذلك إلا في حالة الأنواع الرديئة وغير المُعتمدة.
●إزالة بطاقة SIM تُحافظ على عمر البطارية: معلومة متداولة غير مفهومة الأصل فعلًا!
●شحن الهاتف باستخدام شاحن سريع يُضرّ بالبطارية: فقط في حالة إذا كان الشاحن مجهول المصدر.
●استخدام كاميرا الهاتف في الظلام يُضرّ بالعدسة: لا يوجد أي دليل على ذلك، مما دفع الكثيرين إلى اجراء اختبارات على ذلك الأمر، وكانت النتائح سلبية، وكالعادة لا أحد يعرف الهدف من هذه الخرافة!
خرافات تقنية حول الذكاء الاصطناعي
يُعدّ الذكاء الاصطناعي أحد أهمّ التطورات التكنولوجية في عصرنا، لكنّه يُعاني أيضًا من انتشار العديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة التي تُشوّه فهمنا له وتُعيق تقدمه. سنُسلّط الضوء على بعض الخرافات الشائعة حول الذكاء الاصطناعي ونُبيّن خطأها.
●الذكاء الاصطناعي سيُسيطر على العالم: يُعتقد بعض الناس أنّ الذكاء الاصطناعي سيُصبح ذكيًا للغاية لدرجة أنّه سيتمكن من السيطرة على العالم. بينما يُمكن للذكاء الاصطناعي أن يُصبح قويًا، إلا أنّه لا يزال أداةً تُستخدم من قبل البشر.
●إنه سيُحلّ محلّ جميع الوظائف: يُخاف البعض من أنّ الذكاء الاصطناعي سيُحلّ محلّ جميع الوظائف، ممّا سيؤدّي إلى بطالة جماعية. بينما أنه قد يُؤدّي إلى أتمتة بعض الوظائف، إلا أنّه سيُنشئ أيضًا وظائف جديدة لم تكن موجودة من قبل.
●هو خطر على البشرية: يُعتقد بعض الناس أنّ الـAI يُمثّل خطرًا على البشرية، وأنّه قد يُستخدم في صنع أسلحة فتاكة أو لنشر الأوبئة. بينما يُمكن استخدامه لأغراض سيئة، إلا أنّه يُمكن أيضًا استخدامه لأغراض إيجابية مثل علاج الأمراض وتحسين جودة الحياة.
●مُعقد ولا يُمكن فهمه: يُعتقد بعض الناس أنّ الذكاء الاصطناعي مُعقد للغاية ولا يُمكن فهمه إلا من قبل الخبراء. بينما قد يكون بعض جوانبه مُعقدة، إلا أنّ هناك العديد من الموارد المتاحة لتعلم أساسياته وفهم كيفية عمله.
●يُهدّد خصوصيتنا: يُعتقد بعض الناس أنّه يُهدّد خصوصيتنا، وأنّه سيُستخدم لجمع بياناتنا الشخصية دون موافقتنا. بينما قد يُستخدم الذكاء الاصطناعي لجمع البيانات، إلا أنّ هناك قوانين وأنظمة لحماية خصوصيتنا.
خرافة أن أجهزة ماك لا تصاب بالفيروسات
لطالما ارتبطت أجهزة ماك من شركة آبل بسمعة حصينة ضد الفيروسات والبرامج الضارة. تروج آبل لهذه الفكرة من خلال تسويقها، مما أدى إلى انتشار اعتقاد خاطئ بأن أجهزة ماك محصنة ضد أي تهديدات رقمية.
الحقيقة:
أجهزة ماك عرضة للفيروسات والبرامج الضارة، تمامًا مثل أجهزة الكمبيوتر الأخرى. بينما قد تكون أجهزة ماك أقل عرضة للإصابة مقارنة بأجهزة ويندوز، وذلك لعدة أسباب، إلا أن ذلك لا يعني أنها محصنة تمامًا.
الأسباب التي تجعل أجهزة ماك تبدو أكثر أمانًا:
●نظام التشغيل: نظام macOS يُستخدم من قبل عدد أقل من المستخدمين مقارنة بنظام ويندوز، مما يجعله هدفًا أقل جاذبية (نسبيًا) للمطورين الذين ينشئون البرامج الضارة.
●سياسة أمان آبل: تطبق آبل سياسة أمان صارمة على متجر التطبيقات الخاص بها، مما يجعل من الصعب على التطبيقات الضارة الوصول إلى أجهزة ماك.
●تقنيات الأمان المدمجة: تشتمل أجهزة ماك على تقنيات أمان مدمجة مثل Gatekeeper و FileVault، والتي تُساعد على حماية الجهاز من التهديدات.
أمثلة على فيروسات استهدفت أجهزة ماك:
●فيروس Flashback: في عام 2012، أصاب فيروس Flashback أكثر من 650 ألف جهاز ماك.
●فيروس Xagent: في عام 2016، استهدف فيروس Xagent أجهزة ماك التي تعمل بنظام macOS Sierra.
●فيروس Shlayer: في عام 2018، تم اكتشاف فيروس Shlayer يستهدف أجهزة ماك من خلال تطبيقات مُقرصنة.
خرافات حول إيلون ماسك - ملك التقنية
إيلون ماسك، رجل الأعمال الشهير والمؤسس والرئيس التنفيذي لشركات مثل Tesla و SpaceX، هو شخصية مثيرة للجدل. تحيط به العديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة التي تُشوّه صورته وتُعيق فهمنا لإنجازاته.
●هو عبقري خارق للعادة: يُعتقد بعض الناس أنّ إيلون ماسك عبقري خارق للعادة، وأنّه يتمتع بقدرات استثنائية تفوق قدرات البشر العاديين. بينما قد يكون ذكيًا ومبدعًا، إلا أنّه ليس خارقًا للعادة.
●يُريد إنقاذ البشرية: يؤمن بعض الناس أنّه يُريد إنقاذ البشرية من خلال مشاريعه مثل Tesla و SpaceX. بينما قد يكون لإيلون ماسك رغبة في تحسين العالم، إلا أنّه مدفوع أيضًا بدوافع تجارية.
●يُخادع الناس: يُعتقد بعض الناس أنّ إيلون ماسك يُخادع الناس من خلال وعوده الكاذبة وادعاءاته المُبالغ فيها. فبينما قد يكون مُبالغًا في بعض الأحيان، إلا أنّه يُحقق أيضًا العديد من إنجازاته.
●يُعاني من اضطراب نفسي: يتحدث الناس أنّه يُعاني من اضطراب نفسي بسبب سلوكه غير المتوقع وتصريحاته الغريبة. والحقيقة أنه حقًا غريب الأطوار في بعض الأحيان، إلا أنّه لا يُوجد دليل على أنّه يُعاني من أيّ اضطراب نفسي.
خرافات حول الجيل الخامس من الاتصالات 5G
الجيل الخامس من الاتصالات 5G تقنية ثورية تُقدّم سرعات فائقة وإمكانيات جديدة لم تكن موجودة من قبل. لكنّ هذه التقنية تُواجه أيضًا العديد من الخرافات والمعلومات الخاطئة التي تُعيق انتشارها وتُثير مخاوف غير ضرورية.
●5G يُسبب فيروس كورونا: تحدث الكثيرون عن أنّ شبكات 5G تُسبب فيروس كورونا، بينما لا يوجد أيّ دليل علمي يدعم هذا الادعاء. وقد سرت هذه الإشاعة كالنار في الهشيم أثناء حقبة انتشار الفيروس. بل نادي البعض بأن هذه التقنية هي التي تسببت في الفيروس من الأساس!
●يُضرّ بالصحة: نشر الناس أفكارًا حول أنّ 5G يُضرّ بالصحة، ولا يوجد أيّ دليل علمي يدعم هذا الادعاء. وحتى الآن تقع أضرار هذه التقنية كاضرار سابقاتها من تقنيات الاتصالات.
●يُستخدم للتجسس على الناس: يتصور بعض الناس أنّ 5G يُستخدم خصيصًا للتجسس على الناس. والواقع أن الراغب في التجسس على الناس عامة يمكنه استخدام عدة تقنيات بدون تخصيص محدد، بل أنها موجودة منذ اختراع البث الأول!
●يُؤدّي إلى تغيرات في الطقس: صار الحديث منذ بضع سنوات قليلة على أن تلك التقنية تؤدّي إلى تغيرات في الطقس. ولا احد يفهم كيف يحدث ذلك. حتى بعد الاثبات السلبي عبر البحث العلمي لهذا الأمر.
●يُضرّ بالحيوانات: يعتقد الناس أنّ 5G يُضرّ بالحيوانات، بينما لا يوجد أيّ دليل علمي يدعم هذه الأفكار.
الحقيقة:
هي تقنية آمنة تمّ اختبارها بدقة قبل نشرها.
فوائد 5G:
●سرعات فائقة: يُقدّم 5G سرعات فائقة تبلغ 100 مرة أسرع من 4G.
●سعة أكبر: يُمكن دعم عدد أكبر من الأجهزة المتصلة.
●إمكانيات جديدة: تمكين تقنيات جديدة مثل إنترنت الأشياء والواقع الافتراضي والواقع المعزّز.
أضرار الخرافات التقنية:
مثلما رأينا في الأمثلة أعلاه أن هذه الخرافات حقًا لا تمثل إلا إعاقة مباشرة لاستخدام التقنيات الحديثة، بل وقد استخدمها البعض من أحل مصالح تجارية، وأيضًا لتصفية مصالح شخصية.
●تُعيق فهمنا للتكنولوجيا: تُؤدّي الخرافات إلى فهم خاطئ لكيفية عمل الأجهزة والتطبيقات، مما يُعيق استخدامها بشكل فعّال.
●تُؤدّي إلى ممارسات خاطئة: قد تُؤدّي الخرافات إلى ممارسات خاطئة تُضرّ بالأجهزة أو تُقلّل من كفاءتها.
●تُؤثّر على ثقتنا بالتكنولوجيا: قد تُؤدّي الخرافات إلى فقدان الثقة بالتكنولوجيا، مما يُعيق استفادتنا من إمكاناتها.
●إعاقة التقدم التقني: تمنع الخرافات الناس من استكشاف واستخدام أحدث التقنيات.
●إهدار الوقت والمال: قد يدفع الناس المال لشراء منتجات أو خدمات لا تُقدم أيّ فائدة حقيقية.
●الإضرار بالأجهزة: قد تُؤدي بعض الممارسات الخاطئة إلى الإضرار بالأجهزة الإلكترونية.
كيف نُحارب الخرافات التقنية؟
●التثقيف الذاتي: تعلّم المزيد عن التكنولوجيا من مصادر موثوقة. يجب البحث عن المعلومات من مصادر موثوقة مثل المواقع العلمية والكتب المتخصصة قبل تصديق أيّ معلومة تقنية.
●التفكير النقدي: تقييم المعلومات بشكل موضوعي وتحليل المعلومات بعقلانية قبل تصديقها. تحليل المعلومات بعقلية نقدية يُساعد على تمييز الخرافات عن الحقائق.
●التحقق من صحة المعلومات: البحث عن مصادر متعددة للتأكد من صحة المعلومات، وأيضًا البحث عن مراجع تدعم المعلومات قبل نشرها.
●استشارة المتخصصين: استشارة المتخصصين في مجال التكنولوجيا يُساعد على فهم عمل الأجهزة والتطبيقات بشكل صحيح.
●نشر الوعي: مشاركة المعلومات الصحيحة مع الآخرين يُساعد على نشر الوعي حول الخرافات التقنية.