يزخر الجبل برسومات صخرية توثق وجود الإنسان قبل التاريخ، ويبرز تنوعًا جيولوجيًا من الصخور الرسوبية إلى البروزات البركانية.
تلي ذلك امتدادات من الكثبان الرملية المتحركة التي شكلتها الرياح على مدى آلاف السنين، وتصل إلى بحر الرمال الأعظم، أحد أضخم المساحات الرملية في العالم، بكثبانه المنتظمة التي تظهر التفاعل المدهش بين الرياح والتكرار الجيولوجي. تحت الرمال، اكتشف العلماء آثارًا لمجاري نهرية ومياه جوفية، مما يشير إلى مناخ ماضٍ أكثر رطوبة.
ثم تأتي واحة الفرافرة التي تحتضن "الصحراء البيضاء"، بتكويناتها الكلسية الغريبة المنحوتة بفعل الرياح، وهي بقايا بحر قديم ترك خلفه مشاهد فريدة ذات أهمية علمية وسياحية. كما تحتوي على ينابيع غنية بالكبريت والمعادن، ما يجعلها محطة للعلاج الطبيعي والاسترخاء.
في نهاية المسار تقع واحة سيوة، إحدى أكثر الواحات انعزالًا في مصر. تشتهر بتنوعها الجيولوجي ومواقعها مثل جبل الدكرور، جبل الموتى، وعين كليوباترا. جبل الدكرور يحمل طابعًا روحيًا إلى جانب تركيبته الرسوبية، بينما يظهر جبل الموتى تداخل التاريخ بالجيولوجيا عبر مقابره المنحوتة. وتُعد العيون الجوفية مثل عين كليوباترا دليلاً على حركة المياه في طبقات الأرض عبر الزمن.
تكشف الرحلة من العوينات إلى سيوة عن التغيرات البيئية في مصر، من بحار إلى صحارى وهو ما يهم كل باحث في الجيولوجيا أو محب للسفر البيئي. تقدم التجربة فهمًا ماديًا ووجدانيًا للمكان والزمان، في تناغم بين الطبيعة والثقافة.
- الوقت الأنسب للزيارة: من أكتوبر إلى أبريل.
- الأدوات اللازمة: أحذية صحراوية، نظارات شمسية، واقٍ من الشمس، وملابس خفيفة.
- ينصح بالتنسيق مع مرشدين متخصصين نظراً لبُعد بعض المناطق.
- يُرجى تجنب إتلاف التكوينات الصخرية وتركها كما هي.
زيارة المناطق تُعد فرصة نادرة لعشاق الطبيعة والجيولوجيا لعيش تجربة بصرية وعلمية في أحد أكثر البيئات المدهشة في مصر.