تعرف على أوسكار: القطة العلاجية التي يمكنها التنبؤ بالموت
تؤمّن الحيوانات عادة مستوى لا مثيل له من الراحة للأشخاص من حولها. كما تُعرَف بحواسّها الخاصة التي تساعدها على التنبؤ بأشياء معينة وفهمها بشكل أفضل من البشر. والآن، نقدم لكم القطّ أوسكار: في عام 2005، عندما كان أوسكار يبلغ من العمر ستة أشهر فقط، تمّ تبنيه من قبل دار لرعاية المسنين في الولايات المتحدة لتتمّ تربيته كقط علاجي. لم يكن اوسكار مجرد قطة عادية، إذ لاحظ العمال شيئًا غريبًا عنه. حيث كانت لديه القدرة على التنبؤ بوفيات المرضى المقيمين في دار الحضانة. إليكم قصة القط أوسكار الذي تنبأ بأكثر من 100 حالة وفاة خلال حياته.
2005: بداية أوسكار
يقول الدكتور دوسا لموقع Crossroads Hospiceعن الأيام الأولى للقط في Steere House، والتي بدأت في عام 2005: "كان أوسكار في البداية قطاً خائفاً للغاية، لا يرغب في الخروج، وفي كثير من الأحيان تجده في خزانة الإمدادات أو تحت السرير في مكان ما، إلاّ عندما كان شخص ما على وشك الموت حيث كان أوسكار يخرج عندئذ في المقدمة".
بدأ الموضوع بشكل تدريجي: في شعبة أمراض العته -حيث يكون الموت لسوء الحظ أمرا شائعا- يتصرّف أوسكار بالشكل المعتاد مع القطط حتى يشعر أن نهايةَ مريض ما قادمة، عندئذ يخرج بشكل أساسي من مخبئه، ويجد المريض المحتاج، ويزحف إليه لإراحته ويقيم وقفة احتجاجية صغيرة على شرفه.
كان هناك شيء خاص حول هذا الموضوع.
يشرح الدكتور دوسا قائلاً: "كما اتضح في النهاية، اكتشفنا بعد أن فعل اوسكار ذلك عدة مرات أن الأشخاص الذين كان يقيم معهم هم عادةً الأشخاص الذين سيغادرون".
حدثت حالةً وفاة واحدة، ثم حالتا وفاة، وفي النهاية وصل عدد الوفيات إلى حوالي 20 أو 30 حالة وفاة متتالية، وعندها بدأ الجميع يقولون: "رائع، هذا شيء فريد تمامًا".
2016: كيف أصبح أوسكار معروفًا اليوم
تختلف ردود أفعال الناس تجاه هذه الظاهرة. فبعض الناس يطلقون على أوسكار اسم ملاك الموت. والبعض الآخر يدعونه بمجرد ملاك. ربّما يُظهر أوسكار نوعًا من الارتباط الروحي الذي لم يكتشفه البشر بعد، أو أن القطط والكلاب تستطيع ربّما شمَّ رائحة المستقبل بكل معنى الكلمة.
يعتقد الدكتور دوسا أنه "من المحتمل أنه يستجيب القطّ لبعض الروائح عندما تبدأ الخلايا في الانهيار." ولكن من خلال كل هذه التكهنات، هناك شيء واحد نعرف أنه صحيح في القصة: لقد أثبت لنا أوسكار أنه، وبغضّ النظر عن مدى قدرته على الشعور بالموت الوشيك، فإن لديه رغبة في تكريم هؤلاء الأشخاص في نهاية حياتهم، وتوفير ما يستطيع من راحة بمجرّد التواجد في حضورهم.
ربما يكون هذا شيئًا يمكن لجميع الحيوانات القيام به، لكن قصة أوسكار مميزة من حيث أن أوسكار لديه الفرصة التي لا تملكها بقية الحيوانات وهي توفّر المنزل الذي يمكنه فيه استخدام هذه المهارات.
إن الراحة والرعاية في نهاية الحياة على قدر من الأهمية بمكان، وبالتالي إذا كانت قطّة المنزل العادية قادرة على ممارسة ذلك، فيجب علينا، كبشر، أن نبذل الجهد إلى أبعد الحدود واغتنام هذه الفرصة.
تنبأ أوسكار بشكل صحيح بأكثر من 100 حالة وفاة خلال حياته، وتوفي عام 2022.
يُشار إلى أوسكار باسم ملاك الموت من قبل البعض ويلقّبه الآخرون ببساطة بسام ملاك.