الغريلين والليبتين. هذا الرابط يُؤثر على السلوك الغذائي، مع خسائر صحية واقتصادية كبيرة.
يُعتبر الجلوكوز المصدر الرئيسي للطاقة بالجسم، وتعتمد عليه خلايا الدم الحمراء والعصبية. يستهلك الدماغ حوالي 120 غ من الجلوكوز يوميًا، ونقصه يؤدي إلى ضعف إدراك واضطرابات مزاجية. توصي منظمة الصحة العالمية بألا تتجاوز السكريات المُضافة 10% من إجمالي الطاقة اليومية.
يتكوّن ميكروبيوم الأمعاء من بلايين الكائنات الدقيقة، تقوم بوظائف هضمية ومناعية، ولكل فرد تركيبة ميكروبية فريدة. ميكروبات معينة مثل Candida albicans وBacteroides تُفضل السكر وتؤثر على الرغبة فيه إما بإنتاج مواد شبيهة بالدوبامين أو عبر تحفيز العصب المبهم.
أظهرت الدراسات أن تعديل ميكروبات الأمعاء يؤثر على تفضيلات الأكل. مثال على ذلك، دراسات حديثة تربط بين خلل الميكروبيوم واضطراب تحمل الجلوكوز وتفضيل السكر. كما توجد آليات محددة مثل إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (SCFAs) التي تؤثر على مراكز المكافأة في الدماغ.
للتحكم في الرغبة بالسكر، يُنصح بتناول الكربوهيدرات المعقدة، والاستخدام المنتظم للبريبايوتكس والبروبيوتكس، وضبط البروتين والدهون في النظام الغذائي. توصي جمعيات صحية مثل جمعية القلب الأمريكية بعدم تجاوز 25 غ من السكر المُضاف للنساء و36 غ للرجال يوميًا.
في المتوسط، يستهلك الفرد نحو 20 كغم من السكر سنويًا، والتدافع نحو الاعتدال والتوازن أمر ضروري نظرًا لآثاره الصحية والاقتصادية، إذ يُسهم السكر بمليارات الدولارات من التكاليف الصحية المرتبطة بالسمنة والسكري.
للسكر فوائد آنية كمصدر طاقة سريع، لكنه يرتبط بأمراض مزمنة وسلوكيات قهرية تشبه الإدمان. يبحث العلماء مستقبلًا في تطبيقات مثل التغذية الموجهة بالميكروبيوم، وبروبيوتيك معدل جينيًا، وأنظمة غذائية بالذكاء الاصطناعي، مع توقعات بوصول سوق التغذية الدقيقة إلى 16 مليار دولار بحلول 2028.
تُظهِر الأدلة أن رغبتنا نحو السكر لا تنبع فقط من العوامل النفسية، بل تُحفزها تريليونات الميكروبات في أمعائنا، والتي تؤثر على كيمياء الدماغ وخياراتنا الغذائية. التحكم في الميكروبيوم يمثل أداة فعالة لتحسين الصحة الأيضية وضبط السلوك الغذائي.