بعد العصور الوسطى، لكن في ثمانينيات القرن العشرين عاد الطريق ليجذب الناس من جديد، وبات اليوم يستقبل زوّارًا من خلفيات متعددة، سواء كانوا يبحثون عن التجربة الروحية أو السياحية.
تتفرع مسارات الكامينو إلى عدة طرق. أشهرها "الكامينو الفرنسي" الذي ينطلق من سان جان بييه دو بور في فرنسا ويمتد حوالى 800 كيلومتر، يمر خلالها على قرى قديمة ومناظر طبيعية متنوعة. "الكامينو البرتغالي" يبدأ من لشبونة أو بورتو ويلتصق بالساحل الأطلسي، ويختاره من يريدون هدوءًا أقل ازدحامًا. "الكامينو الشمالي" يواصل السير عبر سان سيباستيان وبلباو، ويُفضّله محبو الجبال والبحر. أما "فيّا دي لا بلاتا" فيبدأ من إشبيلية ويُعد الأطول، حيث يقطع مسافة شاسعة عبر أراضٍ جافة وهادئة حتى سانتياغو.
قبل الانطلاق، من الأفضل اختيار المسار الذي يناسب وقتك ومستوى لياقتك. تحتاج إلى حذاء مريح، حقيبة ظهر خفيفة، ومستلزمات أساسية مثل الماء وملابس تناسب الفصول. من المفيد ممارسة المشي لعدة أسابيع قبل الرحلة، خصوصًا إذا كنت تنوي تغطية مراحل طويلة. موعد الانطلاق الأنسب يكون في الربيع أو الخريف لتجنّب حرارة الصيف وبرودة الشتاء.
يمنح الكامينو تجربة داخلية عميقة؛ كثيرون يمشونه بمفردهم ليتأملوا ويطلقوا سراح أفكارهم ويعيدوا التواصل مع أنفسهم. إلى جانب الجانب الروحي، يُعد الطريق ساحة ثقافية مفتوحة، إذ يلتقي فيه ناس من بلدان متعددة، وتتداخل قصصهم ولغاتهم في مشهد يومي فريد.
تمر الرحلة بعدد من المواقع المعروفة: بامبلونا التي تشتهر بمهرجاناتها، وليون التي تحفل بكنائس قوطية وآثار رومانية، ثم تنتهي في سانتياغو دي كومبوستيلا عند الضريح الذي يحمل اسم القديس يعقوب، حيث يتوقف المشاة ويُنهون مسيرتهم التاريخية.
صوفيا مارتينيز
· 16/10/2025