تمنع النساء من الاجتماع، ووضعت تشريعات أخرى تبعد المرأة عن الحياة العامة، حتى صار حديث النساء مع بعضهن يُعدّ خطرًا على الرجال الذين يمسكون بالسلطة. مع مرور السنين، تحوّلت الكلمة من إشارة إلى أواصر النساء إلى وصف للكلام الفارغ والسلوك السيئ.
في القرن الثامن عشر، وضع دكتور جونسون في قاموسه تعريفًا بسيطًا: النميمة هي الكلام التافه، خصوصًا إذا صدر من امرأة. استخدم القضاة نفس الكلمة ضد النساء في محاكمات السحر، وأُدخلن السجون وعُذّبن بأدوات مثل "لجام التوبيخ"، وهو حديد يُشد على فم المرأة ليُسكتها.
رغم كل ذلك، تُظهر دراسات حديثة أن النميمة تخدم المجتمع. باحثون في جامعات ستانفورد وبيركلي وبنسلفانيا رصدوا كيف يُفرض التعاون ويثق الناس ببعضهم حين يتبادلون أخبارًا عن من يخالف القواعد. الكلام الخفيف يُعاقب السلوك السيئ ويُكافئ الطيب، فيحافظ على نظام القرية أو المكتب على حد سواء.
أغلب الناس يمارسون النميمة كل يوم؛ يُقضى نحو 52 دقيقة في تبادل أخبار عن الآخرين. الدراسات تُسقط الإشاعة القائلة إن النساء يثرثرن أكثر من الرجال؛ الكمية متقاربة، وغالبًا ما يكون الحديث عاديًا لا يضر أحدًا. غريب أن الرجل يُرى طبيعيًا حين يتحدث طويلًا، بينما تُوصف المرأة بأنها "مسيطرة" إذا تكلّمت ثلاثين بالمئة من الوقت، ما يكشف تحاملًا واضحًا ضد صوتها.
تكتب ديل سبندر أن المجتمع لا يقارن كلام النساء بكلام الرجال فقط، بل يقارنه بالصمت التام. صورة "المرأة الثرثارة" ما زالت تُستخدم لتقليل شأن حديث النساء، رغم أن هذا الحديث أثبت فائدته عبر القرون.