تلك المبادرات يبرز معرض "الأبد هو الآن"، الذي أصبح حدثًا سنويًا يشارك فيه فنانون مصريون وأجانب، ويقام بجوار أهرامات الجيزة. المعرض لا يغيّر الطريقة التي ينظر بها الناس إلى المعالم الأثرية فحسب، بل يُحسّن البنية التحتية والسلوك السياحي من خلال تركيب إضاءة وتنظيم مسارات تفاعلية وربطه بفعاليات مدنية ومسارات فنية أوسع.
أما وسط القاهرة فتستضيف مبادرة بارزة عبر منطقة القاهرة الدولية للفنون، حيث تُحوَّل المباني التاريخية إلى قاعات عرض فنية تعمل حتى ساعات متأخرة، فتنبض الحياة الليلية وتُعاد صياغة وسط المدينة كوجهة للفن والثقافة والسياحة.
على الساحل الشمالي، تتجه مدينة العلمين الجديدة لتصبح مركزًا ثقافيًا صيفيًا، تستقبل حفلات موسيقية ومهرجانات، وتخطط لتنظيم ورش وندوات فنية طويلة الأمد، ما يُنشط السياحة خارج الموسم الشاطئي التقليدي.
تُسهم مبادرات محلية صغيرة مثل الجداريات والرسم على الجدران، ومنها مشروع "Perception" لإل سيد، في إشعاع الفخر المحلي وتشجيع العمل التطوعي. أظهرت تلك المشاريع أن التحسينات الجمالية البسيطة تُقوي الأمان والتجارة المحلية عندما تُنفذ بالتنسيق بين السكان والجهات المعنية والفنانين.
التوجه الفني يُنشط السياحة الداخلية والخارجية في مصر عبر خلق أسباب جديدة للزيارة وتشجيع العودة، ويُقدّم صورة جديدة للبلاد كوجهة معاصرة وليست أثرية فقط. الفنون العامة تُوزع الإنفاق على الأحياء وتُقوي النشاط الليلي بشكل ملحوظ.
مع التوسع المتوقع في المشاريع الفنية بالمدن الساحلية ومدن الصعيد، تُعد الحركة الثقافية دفقًا حضريًا جديدًا يُعيد تعريف الدور الاجتماعي والاقتصادي للفن في مصر.
دانييل فوستر
· 15/10/2025