تتباين أسعار العقارات بشكل واضح بين مدن العالم، وتعود التباينات إلى عوامل اقتصادية أبرزها حجم العرض مقابل الطلب، والأوضاع الاقتصادية المحلية والعالمية. بمبلغ مليون دولار يشتري المرء وحدة سكنية تتراوح بين شقة صغيرة وفيلا فاخرة، حسب البلد والمدينة.
في أوكلاند بنيوزيلندا، يدفع المشتري مليون دولار ويحصل على شقة بغرفة نوم
واحدة مساحتها 549 قدم مربع، بينما ينفق أربعة أفراد من العائلة نحو 6,009 دولارات شهرياً لتغطية نفقاتهم.
جنيف، إحدى أغلى مدن العالم، تسجل سعر قدم مربع يبلغ 14,737 دولاراً، فيصبح المليون غير كافٍ لامتلاك مساحة واسعة. إيجاراتها أعلى من لندن ونيويورك، وتشتهر بتكاليف المعيشة المرتفعة.
في موسكو، يحصل المشتري على شقة أو منزل مساحته 1800 قدم مربع ويضم أربع غرف نوم مقابل المليون دولار. المدينة تقدم حياة ثقافية واسعة وحركة ليلية دائمة، وينفق أربعة أفراد نحو 2,080 دولاراً شهرياً، رغم أن متوسط سعر القدم يبلغ 5,617.20 دولاراً.
ساو باولو في البرازيل تمنح قيمة أكبر للمليون دولار، إذ يشتري المرء منزلاً مساحته 4,144 قدم مربع ويحتوي على أربع غرف نوم. تكاليف المعيشة تبلغ 1,707 دولارات شهرياً، أي أقل من نيويورك بنسبة 64 %.
في لوس أنجلوس، يشتري المليون دولار شقة من غرفتين نوم مساحتها 1,410 قدم مربع. المدينة تتمتع بمناخ معتدل وموقع بين الجبال والبحر، لكن تكاليف المعيشة ترتفع إلى 3,835 دولارات شهرياً لعائلة من أربعة أفراد، وسعر القدم المربع يبلغ 672 دولاراً.
أما في بوكيت بتايلاند، فيشتري المرء فيلا مساحتها 4,400 قدم مربع مطلة على البحر وتحتوي على ثلاث غرف نوم مقابل المليون دولار. تُعدّ الوجهة مرغوبة للأثرياء والمتقاعدين، ورغم أنها من أغلى مناطق البلاد، فإن تكاليف المعيشة أقل من نيويورك بنسبة 48.7 %، وتبلغ 2,143 دولاراً شهرياً.
الحديقة الشرفة هي طريقة مباشرة لتحويل الزاوية الصغيرة في البيت أو الشقة إلى ركن أخضر هادئ. ينجح الركن حين يُرسم تصميم عقلاني، تُنتقى فيه النباتات التي تتحمل الظروف، تُوزع في أماكنها بدقة، وتُزيّن بأدوات بسيطة، مع مواظبة يومية على سقيها وتنظيفها.
للاستفادة من كل سنتيمتر في الشرفة، ابدأ برسم بسيط
يحدد مكان كل شيء: النباتات، الكرسي، الفازة. الأعمدة والجدران لا تعيق؛ علّق عليها أصيصاً صغيرة أو ثبت رفاً خشبياً يحمل أوانٍ إضافية، فتتحول العقبة إلى مساحة زراعة جديدة.
اختيار النوع الصحيح من النباتات هو ما يعطي الشرفة وجهاً جميلاً. اختار متسلقات كالعنب البري أو الفسيلة الهندية تغطي الجدار، وعلّق البونيتا والبريقة لتهبط أغصانها للأسفل. زرع أعشاباً عطرية كالنعناع والريحان في أصيص صغير يضيف رائحة و لوناً جديداً.
رتب النباتات على خطوات: الأصغر أمام عينك، الأكبر خلفه. استعمل أوانٍ معلقة أو رفوف معدنية تُثبت في الحائط، فتستعمل الارتفاع بدل الأرض. ألصق مرآة صغيرة فتُضاعف الإضاءة وتُعطي انطباعاً باتساع المكان. علّق نباتات من السقف، تُبقى الأرض خالية للحركة.
أضف لمسة بسيطة بفانوس صغير أو سلسلة إضاءة خافتة، وكرسي قابل للطي يُفتح حين تجلس ويُطوى حين تنتهي. وسائد ملونة على الكرسي وورق نبات أصفر أو أحمر تكفي لإدخال الحياة إلى الزاوية.
الزرع يحتاج عناية يومية: اسقه في موعده، أضف سماداً خفيفاً كل أسبوعين، قصّ الورق الجاف، وافحص أطراف الأوراق إن ظهرت حشرة. هذه الخطوات البسيطة تبقي الشرفة خضراء طوال العام، فتصبح المكان الذي تهرب إليه بعد يوم عمل.
يُعد نهر النيل من أبرز ملامح أفريقيا الجغرافية والبيئية والثقافية، وظل قلب الحضارة منذ آلاف السنين. ينبع النيل الأبيض من بحيرة فيكتوريا، بينما يبدأ النيل الأزرق وفرعانه الآخرون في مرتفعات إثيوبيا، حيث يضيفون حجمه إلى مجرى النهر. تمد بحيرة فيكتوريا النهر بنحو 80٪ من حجمه، أي حوالي 2800 متر مكعب
في الثانية.
يبلغ طول النيل نحو 6650 كيلومتراً، فيُعتبر الأطول عالمياً، لكن نهر الأمازون ينافسه على اللقب بحسب طريقة القياس. يجتاز النهر إحدى عشرة دولة أفريقية: مصر، السودان، إثيوبيا، أوغندا، كينيا، تنزانيا، رواندا، بوروندي، جنوب السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وإريتريا، ويمر خلالها عبر بيئات تتنوع بين الغابات المطيرة والصحارى.
يعيش في حوض النيل نحو 450 مليون إنسان يعتمدون على موارده. تشهد دول المنبع، مثل إثيوبيا وأوغندا وكينيا، ارتفاعاً في الطلب على مياه النهر، خصوصاً للطاقة والري، مما يولد توترات مع دولتي المصب، مصر والسودان، اللتين تعتمدان على النيل لتأمين احتياجاتهما المائية.
يختلف حجم المياه في النيل باختلاف المواسم؛ يرتفع بين حزيران وأيلول ليصل أحياناً إلى أكثر من 5000 متر مكعب في الثانية، وينخفض في أشهر الجفاف. يتأثر هذا التغير بتقلبات المناخ وبناء السدود والزراعة الواسعة.
تعاني بيئة حوض النيل من تلوث المياه، وتدهور التربة، وتأثير المشاريع الضخمة على مجرى النهر، ما يضر بالتنوع البيئي وسبل عيش السكان.
يظل النيل محور صراعات سياسية واقتصادية، خصوصاً مع مشاريع ضخمة مثل سد النهضة الإثيوبي. أُطلقت مبادرات مثل «مبادرة حوض النيل» لتعزيز التعاون الإقليمي، لكن الخلافات حول تقاسم المياه والمشاريع التنموية لم تُحسم. يحتاج الأمر حواراً إقليمياً شاملاً واتفاقاً قانونياً دائماً لضمان أمن المياه.
تجدد النزاعات حول النيل تُبرز ضرورة إدارة المياه بشكل مشترك وعادل، لضمان سبل العيش والسلام بين شعوب الحوض في المستقبل.
