لماذا يرفع الجنود المستسلمون الأعلامَ البيضاء؟
ADVERTISEMENT

العلم الأبيض يُستخدم في كل أنحاء العالم كرمز للاستسلام أو الهدنة أو التفاوض، وقد أُدرج هذا المعنى في القانون الدولي من خلال اتفاقيات جنيف. يثير اختيار اللون الأبيض سؤالًا: لماذا الأبيض دون غيره؟

تاريخيًا، ظهر استخدام الراية البيضاء في الغرب والشرق بشكل منفصل. في الغرب، سُجّل أول استخدام لها سنة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

69 ميلادية على يد الرومان، كما ذكر المؤرخ كورنيليوس تاسيتوس، حين وصف استسلام الفيتيليين في معركة كريمونا الثانية. أما في الصين، فقد بدأ استخدام العلم الأبيض بين عامي 25 و220 ميلادية، في زمن أسرة هان الشرقية، حيث كان الأبيض يرتبط بالموت والحِداد، فأصبح رمزًا للهزيمة والانكسار.

يرجّح المؤرخون أن بساطة اللون الأبيض وتوفره بسبب غياب الألوان الصناعية آنذاك كانا السبب الرئيسي لاختياره. الثياب البيضاء كانت شائعة، فكان من السهل تحويلها إلى رايات. كما أن الأبيض يظهر بشكل واضح مقارنةً برايات الجيوذين المزخرفة، مما يسهل التعرف على نية السلام.

وقد زاد من مصداقية الاستسلام رفع راية بيضاء خالية من الشعارات أو الرموز، بعكس رفع علم وطني قد يُفهم كتحدي لا خضوع. في القرن السادس عشر، أشار المؤرخ البرتغالي جاسبار كوريا إلى أن أمير كالكوت استخدم قطعة قماش بيضاء كعلامة سلام. كما ذكر الفقيه الدولي هوجو غروتيوس سنة 1625 أن الراية البيضاء إشارة قانونية تدعو إلى التفاوض.

مع الوقت، أصبح العلم الأبيض جزءًا من المواثيق الدولية، مثل اتفاقيات لاهاي وجنيف. واليوم يُعد رمزًا متفقًا عليه عالميًا، لا يشير فقط إلى الاستسلام، بل أيضًا إلى وقف إطلاق النار والدخول في مفاوضات.

غريس فليتشر

غريس فليتشر

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
رقصة الهاكا وما تبقى من شعب الماوري
ADVERTISEMENT

لفتت رقصة "الهاكا" أنظار العالم قبل سنوات عبر مقطع فيديو يُظهر قبيلة تؤدي رقصة قتالية خاصة، تعود لشعب الماوري، السكان الأصليين لنيوزيلندا. تتضمن الرقصة حركات عنيفة، وضرب الأرض بالأقدام، وتغيير ملامح الوجه، وتُستخدم للتعبير عن القوة والشجاعة، وكانت تُؤدى قبل المعارك لإخافة الخصوم.

شعب الماوري قدم من بولينيزيا ويُقدّر عددهم

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

اليوم بنحو 600 ألف نسمة. رغم أنهم يشكلون نحو 15 % من سكان نيوزيلندا، يحتفظون بهويتهم الثقافية ومنها عاداتهم وطقوسهم. من أبرز ملامحهم الجسدية وشم "تاموكو"، وهو خطوط حلزونية محفورة على الوجه بإزميل، تترك ندوبًا دائمة تدل على الشجاعة والمكانة. استلهم مشاهير عالميون من هذا الفن مثل الملاكم "مايك تايسون" والممثل "ذا روك".

يُعتقد أن اسم "ماوري" مأخوذ من إحدى آلهتهم حسب أسطورتهم عن الخلق والموت، وتُلاحظ تقارب بين تقاليدهم وتقاليد الهنود الحمر، بل وحتى مع بعض العادات العربية. يُعرفون بعزة النفس، ويُسلّمون عبر ملامسة الأنوف، كما أن النساء لا يتزوجن سوى من رجال الماوري. من عاداتهم دفن الموتى مرتين؛ مرة عند الوفاة، ثم يُعاد دفنهم بعد طقوس خاصة بعد عام.

رقصة الهاكا لا تُقتصر على المواقف القتالية، بل تُؤدى في الأفراح والجنازات واستقبال الضيوف، وتُعد رمزًا للترابط المجتمعي. تُعد رقصة منتخب الرجبي النيوزيلندي قبل المباريات أبرز وسيلة لتعريف العالم بهذه الرقصة منذ عام 1905. أداها السكان أمام مسجد النور تضامنًا مع المسلمين بعد الهجوم الإرهابي، وعكس ذلك الوحدة والاحترام في المجتمع النيوزيلندي.

وأثناء أداء "الهاكا"، يُطلق المؤدون صيحات تعبيرية. يقول القائد: "أنا أموت، أنا أموت"، ويرد الفريق: "أنا أعيش، أنا أعيش"، ثم يصيح الجميع: "هذا الرجل المشعر... الشمس تضيء! انهض!"، وهي كلمات تعكس فلسفة الحياة والموت لدى شعب الماوري، مغلفة بإيقاع جسدي وموسيقي مذهل.

غريس فليتشر

غريس فليتشر

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
15 حقيقة ملتوية عن التجسس
ADVERTISEMENT

يتجاوز عالم الجاسوسية الصورة السينمائية المألوفة، إذ يزخر بتفاصيل غريبة ومفاجئة يصعب تصديقها. في الحرب الباردة، وضع خبراء حبة سيانيد قاتلة داخل إطار نظارة ليتمكن حاملها من الانتحار عند الضرورة، بينما استخدم الروس دبابيس رخيصة لتمييز أوراقهم عن الأوراق الأمريكية التي كانت تُثبت بدبابيس لا تصدأ. التقطت أقمار التجسس صورًا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

واضحة لأرقام السيارات من الفضاء، وأرسلت المخابرات السوفييتية رجالًا وسيمين لإغواء سكرتيرات في ألمانيا الشرقية، فأصدر الناتو ملصقات تحذيرية للموظفات في المكاتب.

لم تكن الأمور أقل غرابة في بريطانيا، إذ بقي وجود جهاز MI6 طي الكتمان حتى عام 1994. ألهم إيان فليمنج، كاتب جيمس بوند، مدير CIA فكرة تصنيع خناجر مخفية داخل أحذية العملاء. ومن جانبهم، راقب السوفييت ضيوف فندق إستوني عبر أجهزة تنصت غطت 60 غرفة وشغلت طابقًا كاملًا. وعمل كتّاب مثل دانييل ديفو وبيير بومارشاي في مهام سرية، من إعداد الطريق لتوحيد إنجلترا واسكتلندا إلى التدخل في الحرب الثورية الأمريكية.

نجح الأمريكيون في الحرب العالمية الثانية في خداع اليابانيين عبر رسالة مزيفة جعلتهم يعتقدون أن جزيرة ميدواي لم تُمس. أما العقيد جورج تروفيموف، فكان ضابطًا أمريكيًا رفيعًا سلّم أسرارًا للسوفييت على مدى خمسة وعشرين عامًا. استخدم عميل CIA حفلة مزيفة لتغطية هروبه من مراقبة الـKGB. حاولت الوكالة تحويل قطة إلى جهاز تنصت بمشروع أطلقت عليه اسم "Acoustic Kitty"، لكن القطة ماتت في أول تجربة ميدانية بعد إنفاق ملايين الدولارات.

في عالم السيارات، طارت طائرات فوق مواقع اختبارية لالتقاط صور للنماذج الجديدة رغم حظر الطيران. وذكر صن تزو في "فن الحرب" خمسة أنواع من العملاء، من بينهم عميل يُغذى بمعلومات خاطئة ثم يُترك لمصيره لإرباك الخصم.

هانا غريفيثز

هانا غريفيثز

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT