لا تُهدر شيئًا عند تناول الجاك فروت - حتى القشرة تحت الأشواك المُقلقة، تكمن قصة رائعة من الإبداع والاستدامة.
ADVERTISEMENT

الجاك فروت فاكهة استوائية كبيرة ولحمية، تُطبخ مكان اللحم، خاصة في الأطباق النباتية مثل التاكو والمشويات. تُعتبر غذاء أساسيًا في جنوب وجنوب شرق آسيا، إذ تُعطي الشجرة الواحدة حتى ثلاثة أطنان من الطعام كل عام، فتُصبح مصدر دخل وغذاء مهمًا في الهند وتايلاند وماليزيا.

شجرة الجاك فروت (Artocarpus heterophyllus) تنتمي

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

إلى عائلة التين والخبز، وتنمو في المناطق الاستوائية مثل الهند والفلبين وإندونيسيا، وانتشرت أيضًا في أفريقيا والبرازيل وأستراليا. الجاك فروت أكبر فاكهة تُنتجها الأشجار في العالم، ويبلغ وزن الواحدة أحيانًا 100 رطل. القشرة خضراء وخشنة، واللب داخله أصفر صالح للأكل، والبذور تُسلق أو تُطحن إلى دقيق.

عند النضج، يكون طعم اللب مزيجًا من الأناناس والمانجو والموز، أما قبل النضج فيكون طعمه محايدًا، يمتص التوابل، فيُستخدم مكان اللحم. البذور تُؤكل أيضًا، وطعمها يشبه الكستناء.

دراسات حديثة وجدت أن دقيق الجاك فروت يُحسن قراءات السكر لدى مرضى السكري من النوع الثاني، إذ يخفض HbA1c والجلوكوز الصيامي. مستخلص البذور زاد من فعالية أدوية السكري، وورق الشجرة يُستخدم في الطب الأيورفيدي لتعديل مستوى الجلوكوز.

بحوث أظهرت أن الجاك فروت يحتوي على مركب الجاكالين في اللب والبذور، يُنشط المناعة ويُهاجم الخلايا السرطانية. الصابونين الموجود في الثمرة يُعيق نمو الورم ويُوقف تكوين الأوعية الدموية التي تُغذيه.

أندرو كوبر

أندرو كوبر

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT
رحلة إلى إسطنبول في الذاكرة بين الماضي والحاضر
ADVERTISEMENT

في صباح رطب من إسطنبول، دخلت حمام زيريك تشينيلي، بناية عمرها خمسمئة عام، أعادوا فتحه كحمام شغّال بعد أعمال ترميم استمرت ثلاثة عشر عامًا. يقبع الحمام في حي زيريك المسجل على قائمة التراث العالمي، يجمع بين أجواء المتحف ولوحات فنية حديثة. عرضوا فيه شموعًا رومانية وقطع بلاط إزنيك الملوّن، لأن

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الزيارة تربط الزائر بإسطنبول العثمانية والبيزنطية.

أول مرة زرت فيها إسطنبول كنت في السادسة، ومن التسعينيات تكاثرت الذكريات: ألعُب في الشوارع أو أتناول الآيس كريم مع الأقارب. نشأت في لندن ومحتني الثقافة البريطانية، لكن أصل والدي من أضنة وحبه لتركيا ظل حاضرًا في البيت، ولا يزال يحلم بالتركية بعد خمسين عامًا من مغادرته.

اشتدّت رغبتي باستكشاف الجانب التركي من شخصيتي، فانتقلت للعيش في إسطنبول. المدينة تبدّلت بسرعة منذ 2017 مع مطار جديد وميناء غلاطة، لكنها تحتفظ بألوان الماضي وسط المباني الحديثة والأسواق المتجددة. تحدثت مع شباب من المبدعين، فوجدت صدى لتجربتي في الجمع بين ثقافتين.

في مطعم كاراكوي لوكانتاسي، أكلت كوسا محشي وخرشوف على الطريقة العثمانية، في جو تزيّنه منسوجات تروي مهنًا يدوية عائلية. الشباب ابتعدوا عن هذا العمل، لكن مجموعة صغيرة تعيد إحياء النسيج التراثي. الحلوى، مثل الكازانديبي والبهجة المحشوة بالراكي، زادت الطعم حلاوة.

في حي الفاتح، يسكن مئات آلاف السوريين، التقيت ناس يغرسون جذورًا جديدة. أسواقهم الفسيحة تفوح بالفستق والشاي ووجبة الفاتح الشامية، فعدت بذاكرتي إلى أصولي السورية؛ جدتي الكبرى وُلدت في دمشق. في أرنافوتكوي وبيبيك، المنازل الخشبية وقوارب الصيد أعادتني إلى أمسيات الطفولة حين كانت العائلة تجتمع.

أنهينا اليوم في فندق بيبيك القديم، ثم توجهنا إلى مطعم حديث على سطح شبه الجزيرة، ونحن نركب التاكسي المائي وسط مشهد تضيئه قبة دولما باشا، في لحظة تجمع إسطنبول الحميمة والعالمية.

بنجامين كارتر

بنجامين كارتر

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
لماذا تحب أوروبا الثقافة الأميركية وتكرهها في الوقت نفسه
ADVERTISEMENT

العلاقة بين أوروبا وأميركا علاقة ملتوية: يتعجب الأوروبيون بأفلام هوليوود والحلم الأميركي، وفي الوقت نفسه يرفضون أن تفرض الولايات المتحدة أسلوب حياتها عليهم؛ فيبدو الصراع واضحاً بين تاريخ أوروبا الطويل وسحر الثقافة الأميركية الشعبية.

بعد الحرب العالمية الثانية، ظهرت أميركا قوة عالمية في الاقتصاد والثقافة. قدّمت «خطة مارشال» أموالاً لإعادة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

إعمار أوروبا، ومع الدولارات جاءت العادات الأميركية، فتغيّر نمط المعيشة الأوروبي تغيّراً عميقاً.

السينما والموسيقى والتلفزيون الأميركي غيّرت الذوق الأوروبي. أفلام هوليوود سيطرت على صالات العرض، فأثّرت في السرد البصري والأسلوب والتمثيل لدى الأوروبيين، فحاول المخرجون الأوروبيون تقليد النموذج الأميركي مع الإبقاء على طابعهم الخاص.

العادات الأميركية تسللت إلى اليومي الأوروبي: مطاعم «ماكدونالدز» انتشرت في الشوارع، سراويل «ليفايز» صارت زياً شائعاً، ومواقع تواصل أميركية مثل فيسبوك وإنستغرام غيّرت طريقة التحدث والشراء والتعارف.

«الحلم الأميركي» يلقى في أوروبا نظرة فاحصة؛ الأميركي يمجّد النجاح الفردي والحرية المطلقة، بينما الأوروبي يفضّل التضامن والرعاية الصحية للجميع. الخلاف يبقي الفجوة الثقافية مفتوحة دائماً.

مع تسارع العولمة، ستزداد حركة الأفكار بين الطرفين: قد يقترب أحدهما من الآخر أو يتمسك بهويته. الفهم المتبادل سيظل المفتاح ليعيشا جنباً إلى جنب دون أن يبتلع أحدهما الآخر.

غريغوري فاولر

غريغوري فاولر

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT