فطيرة الكريمة في بوسطن: تاريخ من الأكاذيب المطلقة والخداع اللذيذ
ADVERTISEMENT

عالم الطهي مليء بالأسماء الخاطئة، مثل «المحار الجبلي» الذي هو في الحقيقة خصيتا ثور، و«الخبز الحلو» الذي هو غدد درقية. من بين الأسماء المثيرة للجدل تبرز «فطيرة كريم بوسطن»، وهي في الظاهر كعكة أكثر من كونها فطيرة، مما يدفع المرء إلى التساؤل عن سبب تسميتها بهذا الاسم.

ظهرت فطيرة بوسطن

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الكريمية لأول مرة سنة 1856، حين ابتكرها الطاهي الأرمني-الفرنسي م. سانزيان في فندق باركر هاوس ببوسطن. تتكوّن الحلوى من طبقتين من الكعكة الصفراء، محشوة بكريمة المعجنات ومغطاة بكريمة الشوكولاتة. في الوصفة الأولى أُضيفت لمست فرنسية: روم مقطر ولوز مبشور. آنذاك، اعتُبرت الشوكولاتة مكوّناً غير مألوف في الحلوى، فانتشر اسم الطبق سريعاً. الموقع الرسمي للفندق لا يشرح لماذا أُطلق عليها «فطيرة» رغم أن شكلها كعكة.

لفهم الخلط، يذكر كتاب Oxford Companion to Sugar besides Sweets أن اسم «فطيرة» أُخذ من «فطيرة واشنطن»، حلوى شهيرة كانت تُرش بالسكر البودرة. في القرن التاسع عشر، استخدم الخبازون قوالب الفطائر لأن قوالب الكيك لم تكن متوفرة، وكانوا يُسمّون تلك القوالب «قوالب واشنطن»، فانتقل الاسم إلى الحلوى نفسها.

تشرح المؤرخة باتريشيا بيكسلر ريبر نوعاً آخر من «فطيرة واشنطن»: قطع كعكة رطبة تُنقع بالحليب والتوابل والزبيب ثم تُخبز داخل قشرة فطيرة. وصف هذا الصنف ظهر في صحيفة بروكلين ديلي إيجل سنة 1898. انتشرت الحلوى قبل الحرب الأهلية، ثم تراجعت شهرتها حين أصبحت مكوناتها شبه منسية.

هل ألهمت «فطيرة واشنطن» «فطيرة بوسطن الكريمية»؟ احتمال. سواء كان السبب القالب المستخدم أو الحلوى القديمة ذات القشرة، فقد استقر الاسم في ثقافة الحلويات الأميركية. في كل الأحوال، تبقى فطيرة كريم بوسطن نموذجاً لمهارة الطهي الأميركية، حتى لو بدا اسمها مربكاً.

عبد الله المقدسي

عبد الله المقدسي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
مسلسل Fallout - كيف جذب جمهورًا جديدًا إلى عالم الألعاب
ADVERTISEMENT

أثار مسلسل "فول أوت" ضجة غير مألوفة في الوسط الفني، إذ لاحظ الجميع ارتفاع شعبية ومبيعات سلسلة الألعاب التي يحمل العمل اسمها. يبدأ المسلسل بعد دمار نووي دمر الكوكب قبل مئتي عام، وتغادر البطلة "لوسي" الملجأ تحت الأرض لتبحث عن والدها الذي خطفه مجهولون، فتجد نفسها وسط أرض قاحلة تملؤها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الوحوش والمخاطر.

ترافق لوسي شخصيتان: الأولى إنسان تحول إلى كائن هجين، والثانية جندي ينتمي إلى كتيبة تلبس دروعًا وتتبع تقاليد القرون الوسطى. تتقاطع مسارات الثلاثة في حبكة درامية مشوقة تتخللها نكات سوداء. يظهر العمل بمظهر سينمائي وتأثيرات بصرية دقيقة، وتبرز الممثلة إيليا بورنيل في دور لوسي بأداء يخطف الأنظار.

لم يعلم كثير من المشاهدين أن القصة مأخوذة من ألعاب فيديو ظهرت أوائل التسعينات. بعد عرض الحلقة الأولى، انطلق الجمهور الجديد يكتشف عالم Fallout، فزادت عمليات شراء الأجزاء القديمة والسلع المرتبطة بها.

جودة الصورة والترابط الوثيق بين أحداث المسلسل واللعبة عززا شعبية الأخيرة، ودفعا أعدادًا كبيرة لقراءة تفاصيل السلسلة. في الوقت ذاته، أصدرت الشركة تحديثًا رسوميًا لجزء قديم، فعاد اللاعبون القدامى وجربه الوافدون الجدد.

ظهر التأثير بوضوح: عدد لاعبي Fallout 76 ارتفع 76٪، واللاعبون النشطون شهريًا قفزوا من 2.9 إلى 5.1 مليون بين مارس وأبريل 2024. مبيعات Fallout 3 وNew Vegas تصاعدت، وطلب المنتجات ازداد 30٪.

تضاعفت عمليات البحث عن كلمات "Fallout" و"Vault-Tec" و"Nuka-Cola" 50٪، ومشاهدات الفيديوهات الخاصة باللعبة صعدت 40٪. منصات التواصل والمنتديات امتلأت منشورات تعكس عودة الحماس لعالم فول أوت.

أحمد محمد

أحمد محمد

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT
تعرّف على مدينة وهران : عاصمة الثقافة في الجزائر
ADVERTISEMENT

تقع وهران على الساحل الغربي للبحر الأبيض المتوسط داخل الجزائر، وهي ثاني أكبر مدينة في البلاد. عرفتها قرون طويلة فتركت بصمة تاريخية واضحة، واستقبلت أقوامًا متعددة فتشكل لديها خليط ثقافي واضح. هنا وُلدت موسيقى الراي في مطلع العشرينيات، ولا تزال أصداؤها تملأ أزقتها.

لقّب سكانها المدينة بـ"مدينة الفرح" لأن لياليها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

لا تنطفئ، والمقاهي والمسارح تفتح أبوابها حتى الفجر. يأتي محبو الراي من كل صوب لحضور مهرجان الراي الدولي، كما يجد عشاق الجاز والموسيقى الكلاسيكية عروضًا أسبوعية داخل المسارح القديمة.

شواطئ الأندلسيات ومداغ تمدّ رمالًا ذهبية واضحة و مياه زرقاء صافية، فتجد مكانًا مثاليًا للسباحة أو الاستلقاء تحت الشمس. خارج المدينة مباشرة، يرتفع رأس الفالكون فتطل منه على البحر والجبال في آنٍ واحد، وتسلكه مسارات ممهدة لمحبي المشي.

تعلو قلعة سانتا كروز قمة جبل المرجة. شيّدها الإسبان في القرن السابع عشر، واليوم تمنح من يرتقي بها إطلالة بانورامية على المدينة والبحر، تبلغ ذروتها عند الغروب. داخل القلعة كنيسة صغيرة أُعيد ترميمها، فتضيف هدوءًا روحيًا للمكان.

ساحة 1 نوفمبر في الوسط، تحيط بها البنايات ذات الطراز الفرنسي، وتحتضن مقاهٍ ومحلات بيع أدوات تقليدية، فتشهد حركة دؤوبة من الصباح حتى المساء. على بعد خطوات، ترتفع كاتدرائية وهران بأقواسها البيزنطية وزخارفها الموريسكية، وقد حوّلتها السلطات إلى مركز ثقافي يستضيف معارض ومحاضرات.

المدينة الجديدة، أو "البليدة" كما يسميها السكان، تحتفظ ببيوتها العثمانية القديمة، وسوقها المغطاة يبيع توابل، أقمشة، وحلوى تقليدية. تتخلل الحي مساجد صغيرة تعود لمئات السنين، فتمنح الزائر صورة حية عن الحياة اليومية قبل عقود.

تستطيع في يوم واحد أن تبدأ جولتك داخل قلعة سانتا كروز عند الفجر، تنتقل بعدها إلى شاطئ الأندلسيات قبل الظهر، ثم تنهي يومك في حفل رai بإحدى القاعات. يكفي أن تتجول في الشوارع لتشعر بالحفاوة، فالبيعة يعرضون الشاي تلقائيًا، والشباب يتقدمون لشرح الاتجاهات بلهفة، فتنتهي زيارتك وفي الذكرى صورة مدينة لا تنام ولا تُنسى.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT