المنامة: قلب البحرين النابض وعاصمة أصغر دولة عربية
ADVERTISEMENT

المنامة، عاصمة مملكة البحرين، تجمع بين عمق التاريخ وحداثة الحاضر، وتُعد القلب الاقتصادي والثقافي للبلاد. رغم صغر مساحتها، إلا أنها تلعب دورًا محوريًا في المنطقة الخليجية، بفضل موقعها الجغرافي الاستراتيجي المطل على طرق التجارة البحرية، ما جعلها مركزًا تجاريًا وثقافيًا منذ آلاف السنين. شهدت المدينة حضارات متعددة، منها حضارة دلمون،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

ومرت بفترات من الحكم البرتغالي والفارسي والعثماني حتى استقرت تحت حكم آل خليفة عام 1783، لتبدأ في ترسيخ دورها السياسي والاقتصادي.

المنامة نموذج للتنمية الحضرية الذكية، حيث تندمج المباني التراثية مثل بيت القرآن وسوق المنامة مع ناطحات السحاب والمراكز المالية الحديثة مثل مرفأ البحرين المالي، الذي يجذب الاستثمارات العالمية ويعكس طموحات البحرين الاقتصادية. كما تنوعت مصادر دخلها باعتمادها على قطاعات مثل السياحة والخدمات المالية، بجانب النفط، مما ساعد على بناء اقتصاد مستقر ومنفتح.

المنامة وجهة سياحية غنية تجمع بين المعالم التاريخية والثقافية، مثل مسجد الفاتح الكبير ومتحف البحرين الوطني، بالإضافة إلى الأسواق التقليدية التي تعرض اللؤلؤ والتوابل، والمراكز التجارية الحديثة مثل سيتي سنتر البحرين. كل العناصر تجعل منها مدينة تجمع بأناقة بين الحداثة والأصالة.

ثقافة المنامة تعكس التعدد والانفتاح، حيث تحتضن فعاليات فنية ومهرجانات دولية، أبرزها مهرجان البحرين للموسيقى. كما أن تنوع المأكولات، من أطباق بحرينية تقليدية مثل المجبوس إلى الأطعمة العالمية، يعكس تعدد الثقافات في المدينة. المجتمع في المنامة معروف بترحيبه، ما يجعلها بيئة جاذبة للزوار والمقيمين.

باختصار، المنامة ليست مجرد عاصمة، بل رمز للتعايش بين التراث والتطور، ومركز اقتصادي وسياحي وثقافي يعبر عن طموح البحرين وهويتها العربية المتجددة.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
شنقيط ووادان: مدن التاريخ والرمال في موريتانيا
ADVERTISEMENT

في قلب الصحراء الموريتانية، تظهر مدينتا شنقيط ووادان كعلامتين بارزتين للسياحة الثقافية في موريتانيا، حيث يعيش تاريخ القوافل، والعلماء، والمخطوطات النادرة. شُيّدت شنقيط على سفوح هضبة آدرار منذ القرن العاشر، وازدهرت كمحطة تجارية وثقافية على طريق القوافل بين المغرب العربي وإفريقيا جنوب الصحراء. تُبنى بيوتها من الحجر والطين، وأشهر معالمها

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

المسجد العتيق الذي بُني في القرن الثالث عشر.

تُعرف شنقيط بمكتباتها التي تحفظ آلاف المخطوطات في الفقه، والفلك، والأدب، يحتفظ بها أبناء العائلات جيلاً بعد جيل. زيارة هذه المكتبات تُعد جزءاً أساسياً من السياحة الثقافية في موريتانيا، حيث يلتقي الزائر بأحفاد أسر حافظت على تراث علمي نادر.

أُسّست وادان في القرن الثاني عشر، وتحوّلت إلى مركز علمي وتجاري خلال الدولة المرابطية. ما تزال آثار المدينة القديمة قائمة، تبدو في البيوت الحجرية والحصون الدفاعية، وتروي عن عصر ازدهار فكري في موريتانيا القديمة. وكما في شنقيط، تضم وادان مكتبات علمية تحتوي على مخطوطات في علوم الدين والمنطق واللغة.

رغم قربهما من حيث الموقع والطابع الصحراوي، فإن لكل من شنقيط ووادان طابعها المعماري والثقافي الخاص. تقام في شنقيط مهرجانات ثقافية كل عامين، تشمل عروضاً فنية، وندوات فكرية، وسوقاً للحرف اليدوية، بينما تنظم وادان جولات سياحية لمن يهتم بالتاريخ والأنثروبولوجيا.

تبدأ الرحلة إلى المدينتين من نواكشوط إلى أطار، ثم بسيارات رباعية الدفع إلى شنقيط، ومنها إلى وادان عبر طريق صحراوي يحتاج إلى مرشد محلي. الأفضل زيارة المنطقة بين نوفمبر ومارس لتجنب الحرارة.

لمن يهتم بالسفر الثقافي، تقدم شنقيط ووادان تجربة أصيلة بعيداً عن الوجهات التقليدية. يكتشف الزائر آثار القوافل، أبواب المنازل المنقوشة، ويسمع حكايات تاريخية من السكان. يُفضّل الحجز المسبق واحترام العادات المحلية وشراء الحرف اليدوية.

تبقى شنقيط ووادان من أبرز معالم موريتانيا السياحية، إذ تجمعان بين العمق التاريخي، وسحر الصحراء، وروح الحضارة الإسلامية في غرب إفريقيا.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
تاريخ القطط بين الحبّ والقتل
ADVERTISEMENT

على ضفاف نهر النيل في بلاد النوبة، قبل نحو 3000 سنة قبل الميلاد، بدأت العلاقة بين الإنسان والقطط، علاقة تطوّرت على مر العصور لتصل إلى التعايش الكامل. لا يُعرف من بدأها، لكن القطط بذكائها وطبيعتها المستقلة اختارت البشر كما اختاروها.

تنوّعت نظرة البشر للقطط بين التقديس والرفض، ففي مصر القديمة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

كانت القطط مقدّسة ونُحتت لها التماثيل، وتم تحنيطها، وكانت القوانين تجرّم إيذاءها. عبد المصريون الإلهة "مافدت" ذات الرأس الشيتا، و"سخمت" التي تمثّل برأس لبؤة رمزًا للقوة، و"باستت" التي جسّدت قطط المنزل وارتبطت بالحماية وقدرتها على صيد الأفاعي، ما أكسبها مكانة مميزة في المجتمع المصري القديم.

في حضارة بابل، ظهر "نرغال" في شكل أسد تعبيرًا عن الحرب والموت، وربطها البعض بسخمت المصرية بسبب تفشي وباء الطاعون، في حين عبد الهنود القدماء مخلوقًا نصف نمر ونصف أسد يسمى "دون" رافق الإله "دورغا"، واستُخدم لقتال الأعداء.

وفي الصين، كانت القطط رمزًا للحظ، تُركب في السفن وترافق الجنود وتُعتبر جالبة للحظ، بينما احتفى اليابانيون بتمثال "مانيكي-نيكو" منذ فترة إيدو، والذي ما زال يُستخدم لجلب الرزق حتى اليوم، ويُعتقد أن أصله مستلهم من الثقافة الصينية.

في أوروبا العصور الوسطى، بدأت مرحلة سوداء في تاريخ القطط، رُبطت بالسحر والشعوذة، خاصة السوداء منها، وتَعرّضت لمجازر كبرى امتدت قرونًا بفعل خرافات ومراسيم كنسية مثل مرسوم "فوكس إن راما" عام 1232م.

هذه المجازر أدت إلى تناقص القطط بشدة، فانتشرت الفئران، وما تبع ذلك من تفشٍ لوباء الطاعون الأسود، الذي فتك بثلث سكان أوروبا، في صورة "انتقام" غير مباشر من هذه الحيوانات.

القطط اليوم أصبحت من أكثر الحيوانات الأليفة شعبية في العالم، تعيش مع الإنسان في منازل مريحة، وتتمتع برعاية تفوق ما يتوفر في كثير من الأحيان لبعض بني البشر.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT