مسرح بصرى الروماني: جوهرة معمارية في قلب التاريخ السوري
ADVERTISEMENT

تقع مدينة بصرى جنوب سوريا، وتُعد من أبرز المدن الأثرية التي تمثل جزءًا هامًا من التراث الثقافي السوري والعالمي. كانت بصرى عاصمة لمقاطعة العربية الرومانية ومركزًا للتجارة والثقافة، ويُعتبر مسرحها الروماني من أهم معالمها وأحد أفضل المسارح الرومانية حفظًا في العالم.

بُني مسرح بصررة في القرن الثاني الميلادي أيام الرومان،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

واستُخدم لإقامة العروض الفنية والموسيقية، فجذب سكان المدينة وزوارها. يتميز المسرح بتصميم هندسي دقيق يُظهر مهارة الرومان، ويتكوّن من مدرج نصف دائري يقوّي الصوت ويمنح كل جالس رؤية واضحة. شُيّد من حجر بازلت أسود محلي، فمنحه ذلك مظهرًا مميزًا بين باقي المسارح الرومانية.

يحتوي المسرح على نحو 15,000 مقعد، ويضم خشبة مزخرفة بأعمدة كورنثية ومداخل مرتبة لتسهيل دخول الجمهور وخروجه. استُخدم عبر القرون لأهداف مختلفة؛ ففي العصر البيزنطي أُضيفت إليه أسوار دفاعية، وفي العهد الإسلامي أُدخل ضمن نظام المدينة الدفاعي، مما يُظهر قدرة تصميمه على التكيّف وأهميته العسكرية.

يُعد المسرح مركزًا ثقافيًا يعكس تعاقب الحضارات، ويستضيف اليوم عروضًا فنية ضمن مهرجانات محلية تُسلط الضوء على التراث السوري. إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1980 يُظهر قيمته التاريخية والمعمارية، ويجعله محورًا أساسيًا في السياحة الثقافية في سوريا.

رغم الصعوبات التي تمر بها البلاد، تتواصل أعمال الترميم والحماية للمسرح، من خلال صيانة دورية وبرامج توعية تُبيّن أهميته كمعلم حضاري. يبقى مسرح بصرى الروماني شعارًا للحضارات المتعاقبة، ويربط هويته المعمارية بين الماضي والحاضر، فتصبح له وجهة مفضلة لمحبي الفن والتاريخ والسياحة في سوريا.

يُشكّل المسرح تجربة سياحية وتعليمية مميزة، تُبرز غنى التراث السوري وتُذكّر بضرورة الحفاظ عليه للأجيال القادمة، ويُعد من أبرز المعالم السياحية في بصرى، ووجهة محببة على خارطة السياحة الثقافية في سوريا والعالم العربي.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
أسرار واحة سيوة الخفية في قلب الصحراء
ADVERTISEMENT

تقع واحة سيوة في الصحراء الغربية المصرية، وتشكل مشهدًا طبيعيًا وثقافيًا لا نظير له. تبعد عن المدن وتُحافظ على طابعها الخاص، فتمنح الزائر تجربة مختلفة تمامًا عن السياحة المعتادة.

سكان الواحة أصولهم أمازيغية، ويتحدثون بلهجة "السيوي" التي لم تمسها العربية. تحافظ العائلات على طقوسها في الزواج والاحتفالات والزينة، في دلالة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

على ثبات التقاليد وتمسك الناس بثقافتهم.

تضم سيوة آثارًا، أشهرها معبد آمون الذي زاره الإسكندر الأكبر، إذ يقول الموروث إنه جاء ليثبت إلهيته. بقايا المعبد تُطل على المكان بهالة غامضة، وسط حكايات وأساطير تملأ الموقع.

تزخر الواحة بأكثر من 200 عين ماء، منها عيون كبريتية تُستخدم للعلاج، مثل عين كليوباترا المعروفة. تُعدّ المياه مصدر الحياة، وتجذب محبي الطبيعة والعلاج الطبيعي وسط الكثبان.

بيوت سيوة مبنية من "الكرشيف"، مزيج من الطين والملح، يحفظ برودة الجدران في صيف حار ويُظهر تكيف الإنسان مع بيئته الصحراوية.

يعتمد اقتصاد الواحة على الزراعة، خصوصًا التمور العضوية وزيت الزيتون. تُدار المزارع بأدوات يدوية، وتُصدر المحاصيل إلى الخارج، فتصبح سيوة لاعبًا أساسيًا في سوق الغذاء العضوي المصري.

السياحة في سيوة تجربة روحية وبيئية، إذ ينام الزائرون في مباني بسيطة قريبة من الطبيعة. يتيح المناخ الصحراوي الانفراد بالنفس، وجلسات علاجية على الرمال الساخنة، إلى جانب صمت ليلي لا مثيل له.

سحر سيوة يكمن في دمجها الأصالة والجمال والأسطورة. رغم بعد المسافة، تبقى وجهة نادرة لمن يبحث عن تجربة عميقة تنبع من تاريخ المكان وثقافته، حيث تهمس الرمال بأسرار وذكريات لا تُمحى.

حمزه

حمزه

·

16/10/2025

ADVERTISEMENT
فكر مرتين (أو أكثر) قبل نشر تلك الصورة لطفلك على وسائل التواصل الاجتماعي
ADVERTISEMENT

في زمن الكتابة والصور على الشاشة، تكرّس أغلبية الأهل عادة نشر صور أبنائهم على المواقع، لكن التقليد يحمل أخطارًا متعددة تطال سرّ الطفل وأمانه وسجله الإلكتروني.

مشاركة صور الأطفال تكشف بيانات دقيقة مثل الأسماء الكاملة، تواريخ الولادة، وأسماء المدارس، فيُصبح التنصّل على الهوية أو استغلال الطفل من قبل غرباء أمرًا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

ممكنًا. بعد النشر، يفقد الوالدان القدرة على التحكم بالصورة؛ إذ يحفظها آخرون ويعيدون تداولها دون الرجوع إليهما.

الأطفال لا يملكون خيار الموافقة على ظهورهم، ومع مرور السنوات يشعرون بالانزعاج من وجود مواد عنهم على الشبكة دون استشارتهم. هذا الوجود يؤثر في صورتهم لذواتهم لاحقًا، خصوصًا حين يتسع السجل الرقمي.

الصور المنشورة تُحمّل وتُستخدم أحيانًا بأذى؛ أشخاص يعيدون توظيفها في سياقات غير مشروعة، خصوصًا حين تكون خصوصية الحساب مفتوحة. الإكثار من النشر يعرض الطفل أيضًا للتنمر الإلكتروني أو الاهتمام غير المرغوب.

الأهل يصنعون مثالًا أوليًا لاستخدام الإنترنت حين يضبطون إعدادات الخصوصية، يمتنعون عن كشف موقع المنزل أو اسم الطفل الكامل، ويوازنون بين رغبتهم في الاحتفال مع الأقارب واحترام خصوصية الابن.

للنشر الآمن يُفضَّل استعمال مجموعات مغلقة وتقليل عدد المشاهدين، مع مراجعة قائمة الأصدقاء دوريًا. يتعين تجنب وضع صور تحمل بيان الموقع الجغرافي أو تفاصيل شخصية، والتفكير في النتائج البعيدة قبل الضغط على زر «نشر».

يُرجى إشراك الأبناء الأكبر سِنًّا في قرار النشر واحترام رفضهم، والاتفاق مع الأقارب والأصدقاء على عدم تداول صور الطفل دون إذن. في وسط الانتشار الواسع للمواقع، يبقى الحذر خطوة بسيطة وفعالة لحماية حياة الطفل ومستقبله الرقمي.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

21/10/2025

ADVERTISEMENT