واستُخدم لإقامة العروض الفنية والموسيقية، فجذب سكان المدينة وزوارها. يتميز المسرح بتصميم هندسي دقيق يُظهر مهارة الرومان، ويتكوّن من مدرج نصف دائري يقوّي الصوت ويمنح كل جالس رؤية واضحة. شُيّد من حجر بازلت أسود محلي، فمنحه ذلك مظهرًا مميزًا بين باقي المسارح الرومانية.
يحتوي المسرح على نحو 15,000 مقعد، ويضم خشبة مزخرفة بأعمدة كورنثية ومداخل مرتبة لتسهيل دخول الجمهور وخروجه. استُخدم عبر القرون لأهداف مختلفة؛ ففي العصر البيزنطي أُضيفت إليه أسوار دفاعية، وفي العهد الإسلامي أُدخل ضمن نظام المدينة الدفاعي، مما يُظهر قدرة تصميمه على التكيّف وأهميته العسكرية.
يُعد المسرح مركزًا ثقافيًا يعكس تعاقب الحضارات، ويستضيف اليوم عروضًا فنية ضمن مهرجانات محلية تُسلط الضوء على التراث السوري. إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي من قبل اليونسكو عام 1980 يُظهر قيمته التاريخية والمعمارية، ويجعله محورًا أساسيًا في السياحة الثقافية في سوريا.
رغم الصعوبات التي تمر بها البلاد، تتواصل أعمال الترميم والحماية للمسرح، من خلال صيانة دورية وبرامج توعية تُبيّن أهميته كمعلم حضاري. يبقى مسرح بصرى الروماني شعارًا للحضارات المتعاقبة، ويربط هويته المعمارية بين الماضي والحاضر، فتصبح له وجهة مفضلة لمحبي الفن والتاريخ والسياحة في سوريا.
يُشكّل المسرح تجربة سياحية وتعليمية مميزة، تُبرز غنى التراث السوري وتُذكّر بضرورة الحفاظ عليه للأجيال القادمة، ويُعد من أبرز المعالم السياحية في بصرى، ووجهة محببة على خارطة السياحة الثقافية في سوريا والعالم العربي.