
جميعنا يمارس عملية المماطلة.
تبّاً، أنا قد ماطلتُ حتى في كتابة هذا المقال.
لقد كنّا جميعاً نقوم بذلك في وقتٍ من الأوقات.
فيما يلي 4 نصائح لتجنّب المماطلة يمكن أن تساعدك على الخروج من حالة الشلل والبدء في جعل إنتاجك في ذروته.
كلّ قرارٍ نتّخذه يكون له نتيجةٌ من ناحية الطاقة. إذا استيقظت في الصباح، وكنت بحاجةٍ إلى أن تسأل نفسك، "ماذا يجب أن أفعل اليوم؟" - حسناً، أنت إذن على وشك تأجيل القيام بالأشياء المقرفة لذلك اليوم. أمّا إذا بدأت كلَّ يومٍ جديدٍ من دون أن تفكّر في الشكل الذي تريد أن يبدو عليه مسبقاً، عندها سوف تهدر جزءاً كبيراً من طاقتك في التفكير فيما يجب عليك فعله وما يجب عليك عدم فعله.
هل يجب أن أذهب إلى صالة الألعاب الرياضية اليوم أم أذهب غداً؟ هل يجب أن أرتدي هذا أم أرتدي ذاك؟ هل آكل هذا أم آكل ذاك؟ هل أجيب الآن أم لاحقاً؟
المشكلة هي أنّ الأسئلة تجبرنا على الردّ بإجابات، الأمر الذي يجبرنا على اتّخاذ القرارات... وهذا يستنزف قدرتك على التحكّم بنفسك ويصيبك بالإرهاق، ممّا يؤدّي إلى المماطلة بخصوص الأشياء الأكثر أهميةً في حياتك.
النصيحة رقم 1 لتجنّب المماطلة هي تقليل عدد القرارات التي يتعيّن عليك اتّخاذها خلال يومٍ مُحدَّدٍ، عن طريق اتخاذ تلك القرارات في وقتٍ مبكرٍ و/أو خلق عاداتٍ فيما يتعلَّق بمجالاتٍ معيّنةٍ من حياتك، وذلك لتعزيز فعاليتك ومنعك من استنزاف طاقتك في التفكير فيما إذا كان يجب القيام بها أم لا. إليك بعض الأمثلة:
قرّر مسبقاً أيَّ أيامٍ في الأسبوع بالضبط ستمارس فيها الرياضة، بدلاً من تقرير ذلك في اليوم المُحدَّد بالذات. اختر ملابسك في الليلة السابقة بدلاً من اختيارها في الصباح. اختر أهمَّ شيءٍ يجب إنجازه في يوم غد، وضعْ توقيتاً زمنياً للقيام به؛
تبدأ هذه النصيحة من حيث انتهت النصيحة رقم 1. فأفضل قرار يمكنك اتّخاذه لتجنّب المماطلة هو التخطيط لأيامك بشكلٍ مسبق.
بدلاً من التفكير بشكلٍ محمومٍ فيما ستفعله في أيّ يومٍ مُحدّد، فإنّ أفضل طريقة للتعامل مع يومك هي أن تخصّص بضع دقائق في نهاية كل يوم لتخطيط اليوم التالي بسرعة.
على سبيل المثال: في كل ليلة وقبل النوم، أقوم بكتابة و/أو مراجعة خططي لليوم التالي، والتي تشمل:
الشيء الوحيد الكبير (ش و ك) بالنسبة لي الذي يجب إنجازه في ذلك اليوم. قد يكون هذا الشيء واجباً ضخماً أو هدفاً معيّناً أو مشروعاً أحتاج إلى إحراز تقدّمٍ فيه.
ما يجب فعله في جميع الأحوال (م ي ف ف ج أ) بالنسبة لي— وهذه هي عاداتي اليومية غير القابلة للتفاوض: التمارين الرياضية، المشي في الطبيعة و/أو التأمل اليومي، القراءة (لمدة 30 دقيقة كحدٍّ أدنى)، العمل المتعلّق بالبراعة والإتقان. أيّ شيء آخر يجب القيام به في اليوم التالي.
بهذه الطريقة، يتمّ إعطاء أهدافي ومشاريعي الأكثر أهمية الوقت الكافي كي أقوم بإنجازها، ولكيلا أماطل فيها.
خيار اللا شيء" هو نصيحةٌ لتجنّب المماطلة ابتكرها روائي مشهور في مجال روايات الجرائم يُدعى ريموند تشاندلر Raymond Chandler. وقد استخدمها كوسيلةٍ لتجنّب المماطلة في كتاباته اليومية. إذْ واجه تشاندلر صعوبةً في الجلوس أمام لوحة المفاتيح وكتابة عددٍ محدّدٍ مسبقاً من الكلمات كلّ يوم مثلما يفعل بعض الكتّاب الناجحين. لذلك قام بتطوير طريقةٍ أخرى للتغلّب على المماطلة ولحثّ نفسه على القيام بالعمل – وهي بأن يخصّص 4 ساعات كلّ صباح، وخلالها يعطي نفسه إنذاراً نهائياً: "إمّا أن تكتب، أو لا تفعل شيئاً على الإطلاق".
وينصح تشاندلر الكتّاب -وبشكلٍ افتراضي الأشخاص من جميع المهن- الذين يعانون من المماطلة بأن يفعلوا الشيء نفسه. يقول تشاندلر: "إنه [أي الكاتب] ليس مضطراً إلى الكتابة، وفي حال لم يشعر برغبةٍ في ذلك، فلا ينبغي أن يحاول فعله. يمكنه أن ينظر من النافذة أو يقف على رأسه أو يتلّوى على الأرض، لكن لا يجوز له القيام بأيّ شيءٍ إيجابي آخر، لا القراءة ولا كتابة الرسائل ولا تأمّل المجلات ولا كتابة الشيكات… إمّا أن تكتب أو لا تفعل شيئاً". القواعد واضحةٌ جداً:
أ) ليس من المفروض عليك أن تكتب أو تفعل أيّ شيء أنت بحاجة إلى أن تفعله.
ب) لكنْ لا يجوز لك أن تفعل أيَّ شيءٍ آخر.
مع وضع هذين الخيارين فقط في اعتبارك، فإنك في مرحلةٍ ما، ستبدأ العمل - حتى لو كان السبب لا شيء سوى منع نفسك من الشعور بالملل! وعلى الرغم من أنّ عملك قد لا يكون بسيطاً ومحدّداً بوضوح مثل عمل تشاندلر، إلا أنك تستطيع بالتأكيد الاستفادة من اتّضاح الرؤية الذي ينجم عن تخصيص الوقت إمّا: لعدم القيام بأي شيء، أو للتركيز على الشيء الوحيد الأكثر أهمية بالنسبة إليك.
يناقش ديفيد ألين David Allen في كتابه "إنجاز الأمور" قوّةَ "إخضاع دماغك" بذكاءٍ من خلال اكتشاف الإجراء العملي التالي بالضبط لأيّ شيءٍ مُعيّنٍ تقوم بفعله. إنها واحدةٌ من أقوى الأفكار في الكتاب - فما عليك سوى معرفة الإجراء العملي المُحدّد التالي الذي يتوجّب عليك فعله من أجل الاقتراب من اكتمال الهدف، وما إنْ تعرفه قُم بتنفيذه...
هذه النصيحة لتجنّب المماطلة يكمن مفتاحها في أن تعرف بالضبط الإجراء العملي الفيزيائي التالي -بغضّ النظر عن مدى صغره- الذي يتعيّن عليك القيام به للمضي قدماً، سواءٌ أكان ذلك مهمّةً محدّدةً أم مشروعاً أم مكالمةً هاتفيةً أم أيّ شيء آخر.
هل تريد أن تتعلّم كيفية التوقّف عن المماطلة؟ تعلّم كيفية تحويل نقطة تركيزك. إنّ تحويل نقطة تركيزك إلى شيءٍ يعتبره عقلك قابلاً للتنفيذ هو الذي يحدث الفرق الذي يحدث بالنهاية فارقاً. دعني أشرح ذلك:
فكّر في شيءٍ كنت تماطل فيه، مثل إنهاء عرضٍ تقديمي من أجل عملك. ركّز الآن على ما تشعر به في كلّ مرةٍ تفكّر بها في كيفية القيام بهذا العرض التقديمي. فكّر في كلّ الأعمال ذات العلاقة بذلك الأمر. شيءٌ مقرفٌ أليس كذلك؟ كيف تشعر نتيجةً لهذا الأمر؟ هل تشعر أنه يسحقك؟
الآن قُمْ بتحويل نقطة تركيزك إلى شيءٍ واحدٍ بسيطٍ يمكنك القيام به فوراً من أجل جعل هذا العرض التقديمي يقترب من "الاكتمال" ولو بدرجةٍ ضئيلةٍ للغاية. ربّما تحتاج مثلاً إلى البحث في Google عن بعض الصور لتضمينها في ذلك العرض التقديمي. هذا الشيء قابلٌ للتنفيذ، أليس كذلك؟
اجعله الإجراء العملي التالي. ونفّذه.
إنّ خطوةً واحدةً صغيرةً ستؤدّي إلى أخرى... وأخرى... وأخرى... وقبل أن تدرك ما يحدث، سوف تمتلك الزخم اللازم.
تسنيم علياء
·06/08/2024
تعتبر الدلافين واحدة من أكثر الكائنات البحرية إثارة للدهشة والإعجاب، وتتمتع بمهارات استثنائية وقدرات ذهنية فائقة تثير العديد من التساؤلات حول ذكائها. هل هم أذكى من البشر؟ في هذا المقال، سنستكشف الذكاء السري للدلافين ونحاول إلقاء الضوء على مدى ذكائها المدهش.
تعتبر الدلافين من الكائنات البحرية المذهلة، فهي تمتلك نظامًا عصبيًا متطورًا وعقلًا قادرًا على التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة بها. تمتلك الدلافين حواسًا حادة مثل السمع والبصر واللمس، مما يساعدها على التواصل والملاحة في المحيطات الواسعة.
يعتقد العلماء أن الدلافين تمتلك قدرات ذكاء عالية جدًا. فهي قادرة على حل المشاكل المعقدة وممارسة الاستدلال والتعلم من الخبرة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع الدلافين بالقدرة على التواصل بشكل معقد والتعبير عن الرغبات والمشاعر. تسمح لهم هذه القدرة بتكوين علاقات اجتماعية قوية والعمل كفرقة متكاملة.
ومن المثير للاهتمام أن الدلافين تستطيع تعلم لغات إنسانية، حيث تم تدريب بعضها على فهم وتنفيذ مجموعة من الإشارات البشرية. قد يكون هذا المجال من البحث في بدايته، ولكنه يعطينا نظرة جديدة على قدرات الدلافين العقلية.
بالاعتماد على هذه العلوم، يمكننا القول إن الدلافين تعد العباقرة البحرية الخفية. فهي تعتبر من أكثر الكائنات الذكية والمذهلة في المحيطات.
تشتهر الدلافين بقدراتها العالية على التواصل وتكوين روابط قوية في المجتمعات التي تعيش فيها. إن الذكاء الاجتماعي للدلافين يمنحها القدرة على التفاعل والتواصل مع أفراد مجتمعها وتشكيل علاقات صداقة وتعاون.
تعتمد الدلافين على عدة وسائل تواصل للتفاعل مع أفراد مجتمعها. تشمل هذه الوسائل استخدام الاشارات الجسدية مثل القفز والركل والإيماءات الحركية. كما يستخدم الدلافين أيضًا الأصوات والنغمات الصوتية المتنوعة للتواصل، وهذا يُعرف بالترديد الصوتي. يمكن للدلافين إصدار صوت يسمعه أفراد المجموعة الأخرى والتي تحمل معانٍ ورسائل محددة. يعتقد الباحثون أن الدلافين تستخدم الترديد الصوتي كوسيلة للتعبير عن العواطف والغرض من التواصل، مثل إبداء السعادة أو التحذير من الخطر.
تتميز الدلافين أيضًا بالقدرة على التعرف على الأفراد الآخرين والاحتفاظ بذاكرة قوية للتعرف على أصواتهم الفردية. يعتقد البعض أنها تتعرف على أفراد المجموعة بناءً على نمط وتردد الأصوات التي تصدرها. يمكن للدلافين أيضًا استخدام اسماء للتعرف على أفراد المجموعة والتواصل معهم بشكل أدق.
علاوة على ذلك، تشكل الدلافين مجموعات ببنية اجتماعية متقنة تتكون من قائد القطيع ومجموعة الأفراد الذين يعيشون معه. يشير الباحثون إلى أن الدلافين تظهر سلوكيات اجتماعية معقدة مثل العناية بالصغار والتواصل لتحديد سلوك المجموعة وتعزيز الصلات الاجتماعية. إن العناية المشتركة بالصغار تعكس القدرة على التعاون والتواصل الاجتماعي بين الدلافين وتساعد في تعزيز الروابط الاجتماعية داخل المجموعة.
هل تتخيل لو أن الدلافين يمكنها فعلاً التواصل معنا؟ هذا سيكون رهيباً، لن يكون لدينا سبب للحديث، بخلاف مشاهدة فيلم هوليوودي مثير للحماسة عن الدلافين المتكلمة! إنها ستسبب ضجة في عالم الاتصالات، وستبدأ أمجاد الواتساب الدلافيني. ولكن هل تعتقد فعلاً أنه يمكن للدلافين أن تتحدث معنا؟ هيا لنستكشف هذا السؤال الغامض بطريقة ممتعة!
قبل أن نخوض في هذا الغموض المذهل، يتعين علينا فهم شيئاً واحداً بسيطاً. لا تملك الدلافين حنجرة مثلنا، وهذا يعني أنه لا يمكنها إصدار الأصوات بنفس الطريقة. فإذا كانوا لا يستطيعون التحدث كما نفعل، هل يمكن لهم فعلاً التواصل معنا؟ تبدو هذه المشكلة أكثر تعقيداً من مشكلة الرياضيات الصعبة!
ولكن، يستخدم الدلافين لغة خاصة بهم، لغة الصراخ والأطياف الصوتية المعقدة، مما يشير إلى أن لديهم نظامًا متطورًا للتواصل. ربما يمكننا تطوير تقنية مترجم الدلافين المحمول في المستقبل! يمكن أن نتخيل الدلافين ونحن نتبادل النكات ونتحدث عن أحدث صيحات الموضة تحت الماء. سيكون سبيلًا رائعًا للتعرف على ثقافتهم وأفكارهم، بالإضافة إلى مشاركة أفكارنا العبقرية معهم!
لكن لنكن واقعيين قليلاً. قد يبدو أن تواصل الدلافين معنا أمراً صعباً للغاية. لا يمكننا فهم لغتهم المعقدة، وربما يستخدمون الصراخ لإخبارنا بأنهم يشعرون بالملل أو الجوع. فمن المحتمل أننا سنكون واقعيين في نهاية الأمر ونكتفي بالاستمتاع بمجرد رؤيتهم ومراقبتهم وهم يلهون في المحيطات.
هل ترغب في اكتشاف طريقة تفاعل الدلافين مع الألعاب العقلية؟ فلنلق نظرة فاحصة على تحديات الذكاء التي تواجه الدلافين والحلول الإبداعية التي يبتكرونها.
إن الدلافين تثير الإعجاب بقدراتها الاستثنائية في الألعاب العقلية، وتصنف الدلافين ضمن الحيوانات المفكرة بسبب قدرتهم على حل مجموعة متنوعة من التحديات الذهنية. يمتلكون قدرات استشعار وتحليل عالية، وقدرة على التعلم والتكيف سريعًا مع سياق جديد. بالإضافة إلى ذلك، فإنهم يتمتعون بذكاء اجتماعي وقدرة على التواصل مع أفراد المجموعة بشكل مبهر.
عند وضع تحديات الذكاء أمام الدلافين، يظهرون قدرات استثنائية في إيجاد حلول إبداعية. قد يتم تقديم ألعاب عقلية مثل الألغاز والألعاب الحسابية أو حتى الألعاب التي تتطلب تطبيق مهارات محددة. وبصرف النظر عن التحدي، يظهر الذكاء الباهر للدلافين في وجود القدرة على التفكير الابتكاري والعثور على حلول غير تقليدية ومفعمة بالابتكار.
لذا، ما يجعل الدلافين فريدة في استجابتها للألعاب العقلية هو توازنها بين القدرة على حل المشكلات والتفكير المبتكر واستمتاعها بالتحدي. بدلاً من أن تعتبر التحديات ضغوطًا، فإن الدلافين تستخدمها كفرصة للتفاعل والتعلم والمتعة.
هل سبق لك أن شعرت بأن الدلافين تتفوق عليك في الذكاء؟ لا تقلق، فأنت لست وحدك في هذا السباق العجيب بين البشر والدلافين لمعرفة من هو الذكي الفائز.
في البداية، لدينا البشر الذين يعتبرون أنفسهم من أكثر المخلوقات ذكاءً على وجه الأرض بطبعهم. لدينا القدرة على اختراع العجائب التكنولوجية، وحل الألغاز المعقدة، وتطوير المجتمعات المتقدمة. مع ذلك، يمكننا أن نجد البشر يحاولون تعلم حركات السباحة الأساسية لمدة طويلة ولم يتمكنوا حتى الآن من محاكاة الأداء الرائع للدلافين في الماء.
تعد الدلافين النجمة في الماء، وتتحدى الجاذبية بفضل أجسامها السلسة وأذيالها الرشيقة، وتحلق في الماء بسرعة وإتقان لا مثيل لها. بالإضافة
إلى ذلك، تتمتع بقدرات فكرية مذهلة، حيث يمكنها التعرف على الأشخاص وتذكرها لفترات طويلة، وحتى حل الألغاز الذهنية المعقدة.
لكن هل يمكن أن يكون هناك حيلة خفية في هذا السباق؟ هل تستخدم الدلافين مختبرات سرية لتحسين ذكائها، بينما نحن نتكاسل على الأريكة ونشاهد التلفاز؟ ربما يوجد قليلاً من القرصنة الذكية الدلافينية في هذا السباق، ولكن دعونا نحتفل بذكاء الدلافين ونستمتع بهذا السباق الروحي.
بعد استكشافنا للذكاء السري للدلافين، يبدو أنها تستحق التقدير والإشادة بمهاراتها الفريدة. على الرغم من أنه قد يكون من الصعب تحديد ما إذا كانت أذكى من البشر أم لا، إلا أن واقعًا لا يمكن إنكاره هو أن الدلافين من الكائنات الذكية والمدهشة. لذا، دعونا نستمتع بمشاهدتها ومتعتها الفريدة ونحترم ذكاءها اللافت الذي يبقى سراً لا يزال يحير العلماء ويدهش البشر.
تسنيم علياء
·10/03/2025
شهدت صناعة السيارات في السنوات الأخيرة تحولًا عالميًا نحو حلول أكثر استدامة، وكانت السيارات الهجينة في طليعة هذا التحول. في الشرق الأوسط، الذي طالما ارتبط اسمه بالنفط والوقود التقليدي، بدأ مشهد السوق يتغير بشكل ملحوظ. فقد أصبحت السيارات الهجينة خيارًا جذابًا للمستهلكين، مدفوعة بعوامل مثل ارتفاع أسعار الوقود، وزيادة الوعي
البيئي، والتقدم التكنولوجي.
لكن الأهم أن الشركات بدأت تتسابق لتقديم أحدث طرازاتها الهجينة، في محاولة لكسب شريحة من السوق العربي الذي يُتوقع أن ينمو بوتيرة سريعة خلال العقد القادم.
رغم أن المنطقة غنية بالموارد النفطية، فإن التوجه نحو السيارات الهجينة لم يعد مجرد خيار بيئي، بل أصبح ضرورة اقتصادية واستراتيجية. وهناك عدة أسباب وراء ذلك:
السيارات الهجينة تمثل حلاً وسطًا بين المحركات التقليدية التي تعمل بالوقود وبين السيارات الكهربائية الكاملة. فهي تعتمد على نظام مزدوج يجمع بين محرك احتراق داخلي ومحرك كهربائي، مما يسمح بتقليل استهلاك الوقود بشكل ملحوظ، خصوصًا في ظروف القيادة داخل المدن.
أبرز مميزات السيارات الهجينة في السوق العربي:
في السنوات الأخيرة، دخلت شركات عديدة في منافسة حادة للاستحواذ على سوق السيارات الهجينة في الشرق الأوسط. ورغم اختلاف استراتيجياتها، فإن هناك ملامح مشتركة في هذا السباق:
رغم الاندفاع نحو هذه التقنية، إلا أن هناك عقبات يجب التعامل معها لضمان نموها المستدام:
التكنولوجيا هي العامل الحاسم في تحسين أداء السيارات الهجينة وجعلها أكثر جاذبية. التطورات الحديثة شملت:
هذه الابتكارات لم ترفع من كفاءة استهلاك الوقود فحسب، بل حسّنت أيضًا تجربة القيادة، ما جعل السيارات الهجينة أكثر تنافسية.
وفقًا لتقارير سوقية حديثة، من المتوقع أن يشهد قطاع السيارات الهجينة في الشرق الأوسط نموًا سنويًا يتراوح بين 8% و12% خلال السنوات الخمس القادمة. ويعود ذلك إلى:
على المدى الطويل، قد تصبح السيارات الهجينة هي "المعيار الجديد" قبل الانتقال الكامل إلى السيارات الكهربائية، خصوصًا في الدول التي لم تكتمل فيها بعد البنية التحتية لشحن السيارات الكهربائية.
إذا كنت تفكر في الانتقال إلى سيارة هجينة، فإليك بعض النقاط التي قد تساعدك على اتخاذ القرار:
الإعلام يلعب دورًا مهمًا في إزالة الغموض عن السيارات الهجينة، عبر:
سباق الشركات نحو السيارات الهجينة في الشرق الأوسط لم يعد رفاهية أو مجرد محاولة لمواكبة الموضة العالمية، بل هو تحول استراتيجي يعكس تغيرًا في وعي المستهلك والسياسات الاقتصادية. ومع استمرار التقدم التكنولوجي، ودعم الحكومات، وتنامي الطلب المحلي، يبدو أن مستقبل السيارات في السوق العربي يسير بخطى ثابتة نحو المزيد من الكفاءة والاستدامة.
الجيل القادم من السيارات الهجينة قد لا يكون مجرد خيار من بين عدة بدائل، بل قد يصبح المعيار الجديد الذي يحدد ملامح التنقل في المنطقة لعقود قادمة.
ياسر السايح
·18/08/2025