تُعد جزيرة كورسيكا من أبرز الوجهات في البحر الأبيض المتوسط لعشاق الطبيعة والمغامرة. تضم الجزيرة جبالًا عالية وشواطئ ذهبية، إلى جانب طابع تاريخي مميز، فتصبح وجهة فريدة لمحبي السفر والاستكشاف.
تُعرف كورسيكا باسم "جزيرة الجمال" بسبب تنوع بيئتها النادر. من أبرز معالمها الطبيعية مسار GR20 الشهير، الذي يُعد من أصعب
مسارات المشي في أوروبا، إذ يعبر الجبال والغابات الكثيفة. توجد أيضًا بحيرات مثل لاكا دي ميلو وشلالات أوسيو تمنح الزائرين لحظات هادئة وسط الطبيعة.
الجزيرة تضم أجمل الشواطئ مثل "بالومباجيا" و"سانت ريستيتو"، حيث المياه الصافية والرمال البيضاء، مع إمكانية ممارسة الغوص وركوب الأمواج، فتصبح كورسيكا وجهة جذابة لمحبي الشواطئ.
توفر كورسيكا مغامرات شيّقة منها الكانيونينج في الأودية، التجديف في نهر تارا، والتسلق الحر على الساحل الغربي. لمحبي التجارب العفوية، تتيح الجبال الداخلية الطيران الشراعي، وتُعد جزيرة سكاداري مكانًا مثاليًا للتخييم تحت النجوم.
من الجانب الثقافي، تزخر الجزيرة بتاريخ غني، حيث يمكن زيارة مدن مثل أجاكسيو، مسقط رأس نابليون، وبونيفاسيو المطلة على المنحدرات، وكالفى التاريخية. تُعرف كورسيكا أيضًا بثقافتها التقليدية في الموسيقى والطعام، مثل لحم الفيوليتا، جبن بروكيو، والنبيذ المحلي.
أفضل وقت لزيارة كورسيكا هو الربيع والخريف بسبب الطقس المعتدل وهدوء الأجواء. تتنوع خيارات الإقامة من الفنادق الفاخرة إلى التخييم. يُفضل استئجار سيارة للتنقل بسهولة، خاصة عند استكشاف الطرق الجبلية. أما إذا كانت خطتك تشمل المشي في GR20، فمن الضروري حمل تجهيزات مناسبة.
كورسيكا خيار مناسب للعائلات أيضًا؛ حيث يلعب الأطفال على الشواطئ الهادئة، بينما يستمتع البالغون باستكشاف القرى والأسواق المحلية أو الذهاب في جولات قوارب. بهذه التوليفة، تلبي السياحة في كورسيكا كل الاهتمامات، من المغامرة إلى الاسترخاء.
يُفهم الشرق الأوسط خطأ في كثير من الأحيان، إذ يُختزل في صور نمطية: صحارى وأسواق توابل وكوارث، مما يعطي انطباعاً بأنه مكان غير آمن للسفر. الحال مختلف تماماً، فهو من أغنى المناطق ثقافياً وحضارياً، ويحتوي على وجهات سياحية فريدة تستحق الزيارة.
من بين تلك الوجهات تبرز مدينة شبام في اليمن،
وهي موقع تراث عالمي تُعرف بـ "مانهاتن الصحراء" لأن مبانيها الطينية الشاهقة تقف في حضرموت. المنطقة آمنة نسبياً وتصل برحلات دولية.
أصفهان، إنجاز هندسي إسلامي في إيران، تلفت الأنظار بزخرفتها المعمارية ومساجدها الكبيرة. تُعد من أبرز المدن تأثيراً ثقافياً في الإقليم، وتأوي المثقفين.
دمشق، أقدم عاصمة في العالم، تتميز بتاريخها الطويل وجامعها الأموي الذي يحكي تداخل الأديان والحضارات. رغم الحرب، بقيت المدينة القديمة مكاناً آمناً وحيوياً.
في لبنان، تحتضن بعلبك بعض أرقى الآثار الرومانية خارج أوروبا. المدينة الأثرية واسعة يمكن استكشافها بعيداً عن الزحام، ما يجعلها من أفضل وجهات السياحة في الشرق الأوسط.
في المملكة العربية السعودية، تبرز منطقة البلد التاريخية في جدة ذات الطراز المعماري التقليدي والحياة النابضة. تكشف وجهاً أصيلاً للثقافة الحجازية.
من بين عجائب الدنيا السبع، تظهر البتراء في الأردن كمدينة منحوتة في الصخر بناها الأنباط. تجمع بين القدم وجمال الطبيعة، وتُعد من أهم معالم الجذب السياحي في الشرق الأوسط.
تختتم الأقصر في مصر عرض حضارة الفراعنة الخالدة، إذ تُعد أكبر متحف مفتوح في العالم. تتجلى عظمة مصر القديمة في معابد وادي الملوك وآثار تعود لآلاف السنين.
تقع ظفار جنوب الجزيرة العربية، وتغلب عليها سحب ضبابية ومناظر خضراء تمتد إلى بحر العرب. شكلت قديماً محطة تجارة اللبان والبخور، حيث انطلقت منها قوافل البر والبحر إلى الهند والصين والشام وبلاد ما بين النهرين ومصر وأوروبا، عبر موانئ مثل سمهرم «خور روري» المسجل لدى اليونسكو ضمن التراث العالمي.
اللبّان
هو صمغ يُجمع من شجرة «البوسويليا»، يُحرق لرائحته الطيبة ويُستعمل دواءً. أطلق عليه الرومان «شجرة الدمع الأبيض»، وذكر المؤرخ بلينيوس أن سكان ظفار ازدهروا بفضلها. عُرفت حضرموت قديماً بمملكة اللبان والبخور لكثرة صادراتها منه.
ذكر هيرودوت وسترابو اللبان دون أن يحددا موضعه. بقي الموقع غير معروف حتى أثبت الجراح كارتر في القرن التاسع عشر أن جبال ظفار هي المصدر، فلقّبه الناس بـ«الذهب الأبيض». يحمل اللبان تاريخاً يمتد لآلاف السنين.
تضم ظفار أربعة موانئ قديمة كانت محطات رئيسية على «طريق اللبان». أشهرها ميناء البليد الذي يزيد عمره على أربعة آلاف سنة، ووصفه ابن بطوطة وماركو بولو بأنه سوق حيوي على طريق الحرير البحري. يليه ميناء سمهرم، ثم حاسك وموانئ أخرى استقبلت سفن الشرق.
في عام 1930 عثر الرحالة الإنجليزي برترام توماس على أنقاض مدينة البليد، فبدأت التنقيبات بعد عشرين عاماً. لا تزال الأطلال تحكي قصص التجارة والحضارات التي عبرت القارات.
يحتوي اللبان على مادة كورتيزون طبيعية فعالة وخالية من الأعراض الجانبية. استعمله قدماء المصريين والهنود والصينيون لأمراض القلب والذاكرة، ولطرد الأرواح. اليوم يُستخرج منه دواء.
يُصنّف لبان ظفار إلى أربعة أنواع رئيسية: الشعبي، النجدي، الشزري، وأفضلها الحوجري ذو اللون الأحمر الذي يُفضّل للعلاج. الأنواع الباقية تُستعمل بخوراً.
رغم زوال السفن القديمة والتجارة التقليدية، تروي آثار البليد قصة قرون من النفوذ والثقافة والتواصل البشري، لتستحق ظفار لقب «أرض العرب الخيالية».
