بآثار دلمون التي عاشت قبل أربعة آلاف عام. قلعة البحرين الحجرية تقف فوق تلّة فيها طبقات من العصور البرونزية والإسلامية، وتحيط بها خنادق مائية كانت تحمي التجار. بجانب القلعة يمتد سوق المنامة المغطى بألواح خشبية قديمة، يبيع فيه التجار اللؤلؤ الطبيعي والتوابل والأقمشة بنفس طريقة أجدادهم.
اقتصاديًا، تضم المنامة مقرّ بنك البحرين الوطني وبورصة البحرين، وتستقبل شركات تأمين وبنوكًا إسلامية. المنطقة الدبلوماسية تحتوي على سفارات ومكاتب محاماة، أما مرفأ البحرين المالي فيضم برجين زجاجيين يعمل فيهما خبراء من كل الجنسيات. عائدات النفط لا تغطي كل الموازنة، لذا تدير الدولة مصانع ألمنيوم وسبائك، وتروّج لرحلات سياحية تبدأ من الميناء وتنتهي في أسواق اللؤلؤ.
ثقافيًا، يتسع مسجد الفاتح لسبعة آلاف مصلٍ، وتعلوه قبة من ألياف زجاجية تضاء ليلًا. متحف البحرين الوطني يعرض تمثالًا لثور من العصر الدلموني، ومجموعة من الأختام الطينية التي استخدمها التجار لتأمين بضائعهم. في المساء يعود السوق إلى الحياة؛ تفتح محلات اللؤلؤ أبوابها، ويفوح بخور اللبان من أحد الأكشاك، بينما بائع قهوة يقدم قهوة عربية محمصة حديثًا.
السياح يبدأون جولتهم في جزيرة المحرق حيث بيوتات من المرجان المجروش، ثم يتابعون على دراجات نارية “طريق اللؤلؤ” الذي سجّلته اليونسكو لأنه شهد غوص آلاف الغواصين بحثًا عن المحار. من يرغب بالشراء يتجه إلى سيتي سنتر البحرين، فيه مئات المحلات وصالة تزلج ونافورة راقصة، ويغلق أبوابه منتصف الليل.
مطاعم المنامة تقدّم مجبوس الدجاج على الغاز الحار، وتقدّم بجانبه أرز بسمتي مزين بالزعفران، وفي نفس الشارع يبيع كافتيريا هندية كاري السمك مع خبز الشباتي. كل ربيع تحتضن حلبة الصخير سباق الفورمولا 1، فيأتي آلاف المشجعين ويملأون الفنادق، فتضع المدينة خيامًا تراثية بجانب الحلبة تبيع قهوة وتاريخًا معًا، لتثبت أنها لم تتخلى عن أصالتها بينما تسير بسرعة 300 كيلومتر في الساعة.
غريغوري فاولر
· 22/10/2025