فاس: مدينة الأصالة والجمال في قلب المغرب
ADVERTISEMENT

فاس، من أقدم المدن في العالم العربي والإسلامي، بُنيت في القرن الثامن الميلادي بأمر إدريس الثاني، وظلت على مرّ القرون موطناً للعلم والتدين. البلدة القديمة داخلها صورة للمغرب الأصيل، وضعها اليونسكو على قائمة التراث العالمي لأنها تحفظ رائحة التاريخ وبناه التقليدي.

المدينة العتيقة بفاس قرية كبيرة مفتوحة تعرض الحياة المغربية

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

كما كانت عليه. فيها أكثر من 9,000 زقاق لا تدخله السيارات، وأسواق تبيع التوابل والسجاد والثياب والنحاس. أشهر معلم فيها جامعة القرويين التي تجمع بين التعليم والعبادة، بجانب مساجد وسقايات وبيوت مغربية خالصة.

جامعة القرويين أنشأتها فاطمة الفهرية سنة 859، وهي أقدم جامعة لم تغلق أبوابها منذ تأسيسها. كانت منارة للعلوم الإسلامية واليونانية، وجذبت علماء من المغرب ومن خارجها. مبناها زاخر بالزخرفة الإسلامية، ومكتبتها تحتوي آلاف المخطوطات النادرة.

الصناعات اليدوية جزء من هوية فاس. المدينة مشهورة بدباغة الجلود في دار "شوارا" حيث تُعالج الجلود بمواد طبيعية، وتزدهر فيها حرف النسيج والفخار والزرابي، فتصبح سوقاً للحرف المغربية الأصيلة.

الحياة الثقافية في فاس تتحرك عبر المهرجانات والفنون القديمة. مهرجان فاس للموسيقى الروحية حدث عالمي يجمع ثقافات متعددة. الموسيقى الأندلسية وموسيقى الآلة تحفظ التراث، والمطبخ الفاسي يقدّم أطباقاً مثل البسطيلة والطاجين.

زيارة فاس مغامرة تبقى في الذاكرة، تُقل الزائر عبر الزمن داخل أزقة ضيقة ومعالم شاهدة على تاريخ وثقافة مغربية ثرية. رغم الصعوبات، تحافظ المدينة على طابعها وإرثها، وتستحق أن تكون وجهة أساسية لكل من يريد معرفة المغرب الأصيل.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
ألزهايمر وباركنسون: ما هي أوجه التشابه والاختلاف؟
ADVERTISEMENT

يُعدّ مرض ألزهايمر ومرض باركنسون من الأمراض العصبية التنكسية التي تنتج عن تلف متدرج في خلايا الدماغ، وترتبط بتراكم بروتينات غير طبيعية. يتناول المقال الأعراض والمراحل والعلاجات المتاحة لكلا المرضين، بالإضافة إلى أوجه التشابه والاختلاف بينهما.

مرض باركنسون هو اضطراب حركي يظهر عادة بعد سنّ الستين، ويتميز بالرعاش، بطء الحركة،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

وتيبس الأطراف، إضافة إلى مشاكل في التوازن والكلام. يتطور المرض تدريجيًا على خمس مراحل، تبدأ بأعراض خفيفة وتنتهي بفقدان الاستقلالية واعتماد شبه كامل على الرعاية. تظهر أعراض معرفية مثل الخرف والهلوسة في المراحل المتقدمة. تشمل العلاجات أدوية لتحسين نشاط النواقل العصبية، والتحفيز العميق للدماغ، والعلاج الفيزيائي، إلا أن العلاج لا يوقف تقدّم المرض.

أما مرض ألزهايمر، فهو يؤثر أساسًا على الذاكرة والإدراك والسلوك. تبدأ الأعراض غالبًا بعد السبعين، وتشمل صعوبة بالتذكر والتركيز، الارتباك، اضطرابات النوم، والقلق. يتقدّم المرض عبر سبع مراحل تبدأ بدون أعراض وتنتهي بعدم القدرة على الحركة أو تناول الطعام. لا تؤثر الأعراض الجسدية كما في باركنسون، لكن الخرف المصاحب له يكون مزمنًا وتراكميًا. العلاجات تشمل أدوية مثل ميمانتين ودونيبيزيل، وتهدف إلى إبطاء التدهور دون عكس آثاره.

من حيث التأثير على الحياة، يكون لمرض ألزهايمر تأثير أكبر على الاستقلالية، بينما يؤدي مرض باركنسون إلى مخاطر جسدية مثل السقوط. في بعض الحالات، يُصاب الشخص بكلا المرضين في آنٍ واحد، مما يزيد من تعقيد الرعاية.

التعامل مع مرض ألزهايمر أو باركنسون يتطلّب دعماً واسع النطاق، يشمل الرعاية الصحية المنزلية، العلاج الطبيعي، الدعم الاجتماعي، وأخصائيي التغذية. في ظل غياب علاج شافٍ، يبقى تحسين نوعية الحياة عبر الموارد المتاحة أمراً أساسياً.

تبرز أهمية معرفة مراحل المرض وأعراضه للحصول على تشخيص مبكر ورعاية فعالة. ومن المهم كذلك إدراك أن مرض ألزهايمر ومرض باركنسون ليس له نمط وراثي دائم، ويحدثان دون تاريخ عائلي.

شيماء محمود

شيماء محمود

·

20/10/2025

ADVERTISEMENT
فن الخزف: من الفخار القديم إلى النحت المعاصر
ADVERTISEMENT

فن الخزف يُعد من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان، حيث استُخدم الفخار منذ آلاف السنين في صنع الأدوات المنزلية. ومع مرور الوقت، تطور الفن ليأخذ شكلاً أكثر تعقيدًا من خلال الزخرفة والنحت، فأصبح عنصرًا مهمًا في التراث الثقافي لحضارات مثل الصينية والهندية والإسلامية.

برز الخزف الصيني منذ أكثر من عشرة

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

آلاف عام، وتميز بالألوان الزاهية والزخارف الدقيقة، لاسيما خلال سلالتي الهان والتانغ. أما في الهند، فقد تطور الخزف بتفاصيل دقيقة ورسومات معقدة، مع استخدام أشكال مستوحاة من البيئة المحيطة، كالزهور والحيوانات.

تُستخدم في صناعة الخزف تقنيات متنوعة، مثل العجينة اللينة التي تتيح تشكيل قطع ضخمة، وطريقة القالب التي تسمح بإنتاج أشكال متكررة. كما تُستخدم تقنيات يدوية كالحفر والتشكيل بالأدوات لإضافة لمسات فنية دقيقة، فضلاً عن التلبيد الذي يعزز متانة القطع.

تُعد الزخرفة عنصراً محورياً في فن الخزف، وتعتمد على عناصر طبيعية وهندسية باستخدام النقش والتلوين. وقد مثّل الخزف الصيني التقليدي نموذجًا بارزًا في زخارفه المعقدة التي تجسد رموزًا حضارية مثل التنين والأزهار.

شهد فن النحت الخزفي في العصر الحديث تطورًا ملحوظًا بفضل استخدام التكنولوجيا. بدأ الفنانون باستخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد ومواد جديدة مثل الزجاج والمعادن، مما منحهم حرية ابتكار أشكال معقدة ومعبرة تكسر القيود التقليدية.

أسهم فن الخزف في تعزيز الهوية الثقافية عبر العصور، ونقل تأثيراته عالميًا من خلال التجارة والتبادل الحضاري. تنوعه بين التقليدي والمعاصر يعكس قدرة الفن على التكيّف مع الزمن وتقديم تعبيرات جمالية متنوعة ومستلهمة من التراث العالمي.

في الختام، فإن فن الخزف لا يزال حيًا ينبض بالإبداع، حيث يواصل الفنانون حول العالم تطوير التراث العريق، وتمجيده من خلال أعمال معاصرة تمزج بين الأصالة والابتكار، فتحوله إلى أداة فنية وجمالية تلهم الأجيال القادمة.

 داليا

داليا

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT