مملكة كوش قبل أكثر من 2800 عام على ضفاف النيل بين مصر وشبه الصحراء الكبرى. غزت مصر في القرن الثامن قبل الميلاد وتحكم ملوكها كفراعنة خلال الأسرة الخامسة والعشرين. عندما نقلوا العاصمة من ناباتا إلى ميروي حوالي عام 590 ق.م، بدأت مرحلة جديدة سُميت "الفترة الميروية"، ازدهرت فيها المدينة كمركز سياسي وديني واقتصادي يتميز بتقنيات صناعية ومعمارية، خاصة في إنتاج الحديد.
أهرامات ميروي أصغر حجمًا وأكثر انحدارًا من أهرامات الجيزة، لكنها تحمل طابعًا معماريًا خاصًا ونقوشًا ميروية دينية وفنية، تعكس مزيجًا بين المعتقدات المصرية القديمة والعادات المحلية. كانت المقبرة جزءًا من مجمع كامل يتضمن معابد وقصورًا، ما يشير إلى حضارة متقدمة ومستقلة بهويتها.
موقع ميروي يجذب السياح بهدوئه ومناظره الطبيعية الخلابة وبُعده عن الازدحام السياحي المعتاد، حيث يستكشف الزائرون ثلاث مجموعات هرمية كبرى ويزورون متحف مروي، إلى جانب التفاعل مع سكان القرى النوبية الأصليين. يُفضل زيارة ميروي بين أكتوبر ومارس لتجنب درجات الحرارة العالية.
رغم التحديات المتمثلة في البنية التحتية المحدودة والظروف السياسية، إلا أن إدراج ميروي ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو يعزز الجهود لتطوير السياحة الثقافية في السودان. تسعى الدولة إلى النهوض بالسياحة المستدامة بالشراكة مع مؤسسات دولية، مستفيدة من تزايد اهتمام الباحثين والمغامرين بميروي كوجهة فريدة.
تبرز أهرامات ميروي كموقع مهم في التاريخ الأفريقي، تتحدى التصورات الأحادية عن الحضارة القديمة، وتؤكد على دور مملكة كوش في التاريخ والفن والدين. تقدم ميروي تجربة ثقافية وتاريخية لا تُنسى للزوار، وتفتح الباب لإعادة اكتشاف التراث السوداني المنسي.
كريستوفر هايس
· 23/10/2025