لا تشعر، لكنها تُجيد تركيب الصور الشعرية والأوزان.
يُعطى البرنامج قصائد من مدارس ولغات متعددة، فيُخرج نصوصًا موزونة على البحر نفسه، تحتوي تشبيهات واستعارات، وقد تبدو كأن إنسانًا كتبها:
يا نجمُ، هل لك أن تُضيءَ سكوني
أو أن تُعيدَ لقلبيَ المفتونِ؟
(قصيدة من إنتاج ذكاء اصطناعي)
الفارق الأساسي أن الإنسان يكتب من تجربة حية، بينما الآلة تعيد ترتيب البيانات. اللحظة تُلهب الشاعر، بينما البرنامج ينتظر أمر المستخدم. لهذا يرى البعض أن القصيدة الصادرة عن البرنامج تخلو من الروح.
مع ذلك، فازت قصائد مُنتجة بالبرنامج في مسابقات دون أن يُكتشف مصدرها، فاشتعل الجدل بين من يعدها إبداعًا جديدًا ومن يرفضها بديلاً عن الشعر الإنساني.
وسط القبول والرفض، لجأ شعراء إلى البرنامج كمساعد: يُخرج بيتًا أو أسلوبًا، فيُعيد الشاعر صياغته، مثلما يستخدم القلم أو المعجم.
مع تقدم الأدب الرقمي، أدرجت جامعات مقررات عن نصوص رقمية شارك في تأليفها البرنامج وتُعرض في فضاءات افتراضية. قد تشهد الأمسيات القادمة شعراء وروبوتات على خشبة واحدة، ودواوين تحمل اسمين: إنسان وآلة، فيُعاد رسم العلاقة بين من يكتب ومن يُولّد الكلمات.
ريبيكا سوليفان
· 17/10/2025