المدينة ذروتها. أنشئ "بيت الحكمة" الذي جمع علماء ومترجمين، وازدهرت الترجمة والتأليف، فعززت مكانة بغداد كمنارة للحضارة الإسلامية.
الغزو المغولي في القرن الثالث عشر دمر المدينة بالكامل. المذابح ونهب المكتبات وهدم البنية التحتية أدت إلى تراجع الحياة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية، وفقدت بغداد مكانتها كمركز للحضارة الإسلامية.
أثناء الحكم العثماني استعادت المدينة حيويتها نسبياً. تطورت البنية التحتية وعادت الأنشطة الثقافية والاقتصادية. بغداد بقيت عاصمة إدارية وتجارية تستقطب علماء وكتاب، رغم تأثرها بالسياسات العثمانية التي غيّرت طابعها الاجتماعي والثقافي.
في القرن العشرين دخلت بغداد مرحلة الاستعمار البريطاني. فرض الأخير ثقافة وهوية أجنبية، بينما تمسك السكان بتراثهم الوطني والثقافي. تحسينات البنية التحتية كانت موجهة لمصالح الاحتلال على حساب تطلعات السكان المحليين.
بعد الاستقلال عادت بغداد عاصمة للعراق. شهدت تحولات سياسية واقتصادية وثقافية كبيرة. تطورت مؤسسات الدولة وازدهرت الحياة الأدبية والفكرية رغم التحديات السياسية والاقتصادية. ظهرت طبقات اجتماعية متعددة وتوسعت المدينة لتضم سكاناً وثقافات متنوعة.
رغم أزماتها التاريخية، تبقى بغداد إحدى أهم العواصم العربية والإسلامية، وجوهرة ثقافات متعددة، ومصدر فخر للإرث الحضاري. يعكس تاريخها الطويل صمودها أمام التحديات ونهوضها في كل مرحلة. تاريخ بغداد هو قلب العراق النابض بتاريخ غني وإشعاع حضاري متجدد.