السكان على مغادرة منازلهم. استقبلت أوغندا وكينيا وتشاد معظم النازحين، بسياسات تختلف من بلد لآخر: يسمح قانون أوغندا للاجئ بالتنقل والعمل، بينما تفرض كينيا قيوداً صارمة على التنقل والوظائف.
السبب الرئيسي في تدفق اللاجئين هو القتال المسلح، يليه الاضطهاد العرقي أو الديني، ثم الجفاف المتكرر وغياب حماية القانون. يبلغ عدد النازحين داخل القارة 30 مليوناً، منهم 7.5 مليون لاجئ سجلوا أسماءهم لدى المفوضية.
يعيش سكان المخيمات في خيام ضيقة، يدرس أطفالهم تحت أشجار أو في صفوف مزدحمة، ويصابون بالملاريا والكوليرا بسبب مياه الآبار الملوثة. تمنع الحكومات معظمهم من ممارسة مهن محترمة، لكن سوق كاكوما يضم أكثر من ألف محل، ويُدار مخيم بيدي بيدي بنظام محلي يشبه بلدية صغيرة.
أكبر خمسة تجمعات هي: بيدي بيدي جنوب أوغندا (270 ألف نسمة)، داداب وكاكوما شمال كينيا، وناكيفالي جنوب أوغندا الذي أُنشئ عام 1959. تحتوي اليوم على شوارع ترابية، محطات مياه، مدارس ابتدائية وثانوية، وعيادات تُجري عمليات قيصرية.
رغم الكثافة السكانية والأسواق النشطة، يبقى تحول المخيم إلى مدينة مسألة قانونية وسياسية. الأرض ملك للدولة، والحكومة ترفض منح سندات ملكية، والمانحون يمولون الغذاء والخيام لا مشاريع البنية التحتية.
يضع الاتحاد الأفريقي وإيغاد قواعد حماية اللاجئين، لكن التمويل يأتي من مفوضية اللاجئين وبرنامج الأغذية والبنك الدولي. تدفع المنظمات ثمن الطحين والزيت، بينما تدفع الحكومة ثمن حراسة الحدود.
يبقى مصير المخيمات رهن ثلاثة أمور: هل تهدأ الحروب في بلدانهم الأصلية؟ هل تُقر الحكومات قوانين تمكّن اللاجئ من التملك؟ وهل يُدرج التخطيط الحضري المخيمات ضمن المدن الرسمية؟ إذا تحققت الشروط، ستصبح كاكوما وبيدي بيدي أحياءً معترفاً بها ضمن المدن الأفريقية.