في القرن الثالث عشر، ويربطها باليابسة جسر حجري يطل على البحر والأسواق من زاوية واسعة. يُعد السوق القديم مركز الحياة اليومية، تفوح فيه رائحة التوابل وصابون الغار، ويُباع فيه يدويات وأطعمة محلية تعكس الطابع التراثي.
في وسط السوق، يوجد متحف الصابون الذي أنشئ في القرن السابع عشر، ويُظهر تاريخ صناعة الصابون التقليدي بزيت الزيتون والغار، إلى جانب قطع فنية ومجسمات توثق تطور الحرفة. أما خان الإفرنج فهو مبنى من العهد العثماني، كان يجتمع فيه التجار الأوروبيون، ويُستخدم اليوم مركزًا ثقافيًا.
يُشكل ميناء صيدا التاريخي جذبًا آخر، إذ يحتفظ بطابعه كميناء لصيد السمك. يمشي الزائرون على الرصيف، يشترون السمك الطازج، أو يتناولون أطباقًا بحرية في مطاعم تطل على البحر. يشتهر الميناء بمنظر الغروب.
رغم جاذبية المدينة القديمة، تضم صيدا الحديثة مرافق سياحية، مقاهي، جامعات، وأسواق حديثة، ما يعزز مكانتها وجهة سياحية متكاملة. تقدم الضيافة و الفنادق في صيدا أماكن إقامة مريحة بأسعار معقولة.
يُقبل السياح على محيط صيدا الطبيعي، مثل رأس الناقورة وجزين الجبلية أو مغارة كنعان ذات التكوينات الصخرية الملفتة شمال المدينة، فتصبح صيدا نقطة انطلاق مثالية لاستكشاف الجنوب اللبناني.
أفضل وقت لزيارة صيدا يبدأ من أبريل حتى أكتوبر. يُنصح بلبس أحذية مريحة في المدينة القديمة، والتحدث مع السكان المعروفين بالترحاب. تبقى المدينة آمنة غالبًا، مع الانتباه في أوقات الازدحام.
صيدا ليست مجرد مدينة قديمة؛ إنها تجربة ثقافية وروحية، تربط الماضي بالحاضر، وتمنح الزائرين متعة السياحة في لبنان بأجمل صورها.
بنجامين كارتر
· 23/10/2025