يبدو وضع العنب في الميكروويف بريئًا، لكنه يخفي خطرًا لم يخطر ببال أحد. العنب ثمرة لذيذة، لكن تسخينه داخل الجهاز يُحدث مشهدًا صادمًا يشبه انفجارًا صغيرًا من البلازما، وقد سُجّل هذا المشهد مرات عديدة على موقع يوتيوب.
عند تقطيع حبة عنب إلى نصفين دون فصلهما تمامًا، ثم وضعهما في الميكروويف،
تُنشئ الموجات الكهرومغناطيسية تفاعلًا قويًا بين القطعتين. يؤدي هذا التفاعل إلى تكوّن بلازما، وهي الحالة التي تفقد فيها الذرات إلكتروناتها. ترتفع الحرارة إلى مستويات عالية تُهدد بتلف الميكروويف، وقد تُشعل نارًا تصل إلى الأثاث والمحتويات المحيطة.
بدأ باحثون في جامعة إلينوي فحص الظاهرة سنة 2019. توصلوا إلى أن السبب يكمن في ظاهرة رنين تُسمى "تجاوبات مي"، تُنتج بؤرًا كهرومغناطيسية ساخنة بين جزئي العنب المتصلين. تتراكز الطاقة في هذه البؤر فتُطلق شرارات تتحول إلى بلازما.
أوضح الدكتور ديريك مولر، صاحب قناة Veritasium العلمية، أن الميكروويف وحده يشهد هذا الحدث بسبب طول الموجة داخله. الموجة تبلغ 12 سم في الهواء، لكنها تتقلص إلى حوالى 1.2 سم داخل العنب، أي تقارب حجم الحبة، فتُحبس الموجة داخلها وتُسخّنها من الداخل إلى الخارج.
إذا وُضع العنب بعد تقطيعه جزئيًا، يزداد التفاعل عمقًا، تتحرك الجزيئات بسرعة وتُطلق حرارة عالية تكفي لتأيين الهواء، فتُنتج شرارات ويظهر ضوء البلازما. يقول العلماء إن الحدث ليس مجرد مشهد مثير، بل يحمل تفاعلات فيزيائية خطيرة ومعقدة.
لذلك، رغم إثارة التجربة، يُفضّل إبقاء العنب خارج الميكروويف وتناوله بارداً، لتجنّب الأذى الذي يُصيب الجهاز والمحيط.
أصبحت الهواتف المحمولة جزءاً ثابتاً من يومياتنا، لكن الالتزام بقواعد استخدامها لا يزال هزيلاً. تشغيل الهاتف في الأماكن العامة، خصوصاً عبر مكبر الصوت، يعد تعدياً على خصوصية الآخرين ومصدر إزعاج وتهديداً لسلامتك الشخصية.
أثناء المشي، يشتت التحدث على الهاتف انتباهك عن ما يدور حولك، فيرتفع خطر الحوادث، بالذات في الشوارع
المزدحمة. يُرجى تأجيل المكالمة إلا إن كانت ملحة، وعندها ابتعد خطوات عن المارة قبل أن ترد.
أثناء التسوق، يشغل الحديث الهاتفي بالكامل عن الأطفال أو الحقيبة، فيزيد احتمال السرقة أو فقدان أحد الأطفال. ننصح باختصار المكالمة أو التخطيط لها مسبقاً، أو الرد في ركن هادئ خلال دقيقة.
في المطاعم الراقية، يُعد وضع الهاتف على الطاولة تصرفاً غير مهذب. اكتم الجرس أو فعّل الاهتزاز. التقدير الحقيقي يكون في التحدث مع من يقابلك، لا في التمرير خلف الشاشة.
في وسائل النقل العام، يسبب الصوت العالي للمكالمة إزعاجاً للركاب. استبدل المكالمة برسالة نصية صامتة مع الحفاظ على انتباهك لما يحدث حولك.
في المستشفيات، يؤدي تشغيل الهاتف قرب الأجهزة الطبية إلى تداخل إشعاعي ويزعج الطاقم. اخرج إلى الردهة أو إلى الخارج إذا احتجت الرد.
في الصالونات ومراكز الاسترخاء، احترم رغبة الآخرين في الصمت. أطفئ الجهاز أو فعّل وضع «عدم الإزعاج». إذا اضطررت للرد، اخفض صوتك أو اطلب من المعالج الخروج للرد في الممر.
الالتزام بآداب الجوال في الأماكن العامة يحمي خصوصيتك ويقلل المخاطر، ويمنح الجميع جواً أكثر هدوءاً.
تعيش الغوريلا الجبلية البرية في قمم جبال إفريقيا الوسطى والشرقية، وتُعد من أكثر الكائنات إثارةً للاهتمام بسبب قوتها وسلوكها المعقد. تتميز بفراء كثيف يحميها من البرد، وأجسام قوية تساعدها على التنقل في البيئة الوعرة. تتواصل داخل الجماعة عبر الإشارات والحركات والأصوات، مما يعزز الروابط العائلية.
تنقسم الغوريلا الجبلية إلى نوعين
رئيسيين: الغوريلا الجبلية الشرقية التي تنتشر في رواندا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتعيش في جماعات عائلية كبيرة ويغطي جسمها فراء رمادي، بينما الغوريلا الجبلية الغربية تُعد أكثر ندرة ولون فرائها بني داكن. لكل نوع نطاق جغرافي خاص يساعد العلماء في تتبع تحركاتها وحمايتها.
رغم جمالها وقوتها، تواجه الغوريلا الجبلية البرية تهديدات بيئية خطيرة مثل فقدان الموائل بسبب التغير المناخي والتصحر، بالإضافة إلى الصيد غير المشروع والنزاع مع السكان المحليين. تدفع تلك التحديات العلماء والمنظمات إلى بذل جهود حثيثة في مجالات الحماية والتوعية.
تشمل جهود الحفاظ على الكائنات تنفيذ برامج تربية في البرية، حيث يراقب الباحثون سلوك الغوريلات لفهمها بشكل أعمق، بالإضافة إلى تطوير حملات توعية لتعريف المجتمعات بأهمية الحفاظ على الغوريلا الجبلية البرية. تُسهم منظمات حماية الحياة البرية في تدريب حراس ومكافحة الصيد غير المشروع.
تلعب السياحة المستدامة دوراً حيوياً في تعزيز الاقتصاد المحلي مع حماية البيئة. تدر زيارة الغوريلا الجبلية البرية دخلاً يُستخدم لدعم جهود الحماية وتوفير فرص عمل للسكان المحليين، مما يخلق شراكة بين المجتمع المحلي وجهود الحفاظ على البيئة، شريطة الحد من التأثير السلبي للسياح على بيئة الغوريلا وسلوكها الطبيعي.
الغوريلا الجبلية ليست فقط رمزاً للحياة البرية في إفريقيا، بل كنز طبيعي يستحق كل جهد لحمايته. الحفاظ على هذه الكائنات المذهلة مسؤولية جماعية تسهم في صون التنوع البيولوجي ودعم مستقبل بيئي مستدام.
