ويُعتقد أن الاسم يعكس موقع المدينة بين الجبال والصحراء. تعود بدايات المدينة إلى العصر الساساني، حين أنشأها الملك شابور كحصن دفاعي، ثم ازدهرت في العهد الإسلامي، خاصة حين جعلها الشاه طهماسب الأول عاصمة للصفويين، فشهدت نهضة ثقافية وعمرانية واسعة.
من أبرز معالم قزوين كاروانسرا سعد السلطنة، وهو خان من العصر القاجاري تحول إلى مركز للفن والحرف اليدوية التقليدية. يتميز بطراز معماري فريد، وأقواسه وساحاته تحمل روح الماضي وتعج بالنشاط الحاضر.
أما مسجد جامع قزوين، فيروي تاريخًا طويلًا ببنائه فوق أنقاض معبد زرادشتي، ويجمع بين عناصر من فترات الدولة السلجوقية والصفوية، ليصبح بمثابة متحف للعمارة الإسلامية الحية.
قصر چهل ستون يُعد من أبرز رموز العصر الصفوي، ويتميز بزخارفه الجصية وحدائقه الهادئة رغم التآكل الذي أصابه. ووادي ألموت، القريب من قزوين، يقدم تجربة فريدة لمحبي الطبيعة والتاريخ، عبر قراه الجبلية وقلعة الحشاشين الغامضة.
تشتهر قزوين أيضًا بحلوياتها التقليدية مثل البقلاوة القزوينية ونان برنجي، التي تُحضر حتى اليوم بوصفات متوارثة. يُمكن زيارة بواباتها التاريخية مثل بوابة طهران وبوابة رشت، والتجول في متحف قزوين الذي يعرض آثارًا من مراحل مختلفة من تاريخ المدينة.
للاسترخاء، توفر حدائق قزوين مثل منتزه ملت وحديقة چهل ستون مساحات خضراء مثالية للتأمل والراحة، وتعكس انسجام المدينة بين التراث والطبيعة.
صوفيا مارتينيز
· 15/10/2025