ما الذي تفعله أسماك القرش الأبيض في أعماق المحيط؟ هل لها حياة سريّة؟
ADVERTISEMENT

تبدو المخلوقات في أفلام الرعب أخطر حين تبقى مخفية، مثل القرش الأبيض الذي يختبئ في الأعماق ويزرع الخوف دون أن يُرى. راقب باحثون، في دراسة حديثة نشرتها مجلة PNAS، سلوك الغوص لاثني عشر نوعًا من الأسماك المفترسة الكبيرة، بينها القرش الأبيض وسمك أبو سيف، باستخدام أجهزة تتبع عبر الأقمار الاصطناعية.

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

شملت الدراسة 344 سمكة، وجمعت نحو 47000 يوم من البيانات.

أظهرت البيانات أن الأسماك لا تقتصر على المياه الضحلة المعروفة بمناطق الصيد، بل تمضي وقتاً طويلاً في منطقتي "الشفق" (200-1000 متر) و"منتصف الليل" (1000-3000 متر) تحت السطح. يبدو هذا السلوك غير متوقع ويطرح أسئلة عن الهدف من الغوص إلى تلك الأعماق، خصوصاً مع البرودة الشديدة والضغط العالي والظلام الدامس.

الفرضية الأولى افترضت أن الحيوانات تتبع فرائسها في "طبقة التشتت العميقة"، وهي طبقة تضم أسماكًا وقشريات تصعد ليلاً للتغذية وتغوص نهارًا. ينسجم الغوص مع التغذية لدى بعض الأنواع، لكن الباحثين لاحظوا تحركات لا تُفسَّر بالبحث عن طعام، بل ربما بالملاحة أو الهروب من مفترسات أكبر.

يلفت الانتباه أن الأنواع المدروسة لا تربطها قرابة وراثية مباشرة وتتبع استراتيجيات تطورية متباينة، ما يدل على أن الغوص العميق ظهر بشكل منفصل. يطرح الباحثون احتمال وجود كتلة حيوية مجهولة في الأعماق تشكل مصدر غذاء جديدًا، ما يثير القلق من استغلالها تجاريًا دون دراسة كافية، ويؤدي إلى تدمير أنظمة بيئية حيوية. لذلك يحث العلماء على التروي قبل السعي لاستغلال موارد لا تُفهم تمامًا في أعماق المحيط.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT
الجنة على الأرض: استكشاف العجائب الطبيعية في جزر الأزور
ADVERTISEMENT

تقع جزر الأزور في منتصف المحيط الأطلسي، وتُعد من أجمل الأماكن الطبيعية للزيارة في العالم بسبب مناظرها الجذابة وتنوع تضاريسها وثقافتها الغنية. تتبع الجزر دولة البرتغال، وتجمع بين المراعي الخضراء والقمم البركانية والسواحل النظيفة، فتصبح وجهة مفضلة لمحبي الطبيعة والمغامرة.

ثقافيًا، تعود جذور سكان الجزر إلى حضارات قديمة تأثرت بالعرب

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

والفينيقيين والرومان، ثم اندمجت لاحقًا في الثقافة البرتغالية بعد الاستعمار في القرن الخامس عشر. يظهر هذا الخليط في الحرف اليدوية، الأطباق المحلية، والأغاني الشعبية، فيمنح الجزر طابعًا ثقافيًا خاصًا يجذب السياح من كل مكان.

الغوص يحتل مكانة بارزة في برامج السياحة، إذ تتيح المياه الأطلسية الشفافة فرصة مشاهدة الكائنات البحرية والشعاب المرجانية والكهوف والسفن الغارقة. تضم الجزر مواقع شهيرة للغوص مثل سانتا ماريا وبونتا دلغادا، وتناسب المبتدئين والمحترفين على حد سواء.

المشي لمسافات طويلة في الجبال الشاهقة والأودية العميقة يُعد من أبرز الأنشطة البيئية. تكسو هذه المناطق مساحات خضراء بكر تمنح هواة المشي والتسلق إطلالات خلابة على الشلالات والقمم البركانية.

تحتوي الجزر محميات طبيعية بارزة مثل محمية جزر كورفو وفاجو دا كالوما، حيث تنمو نباتات نادرة وتعيش حيوانات مهددة بالانقراض، إلى جانب بحيرات وشواطئ تتيح المشي والغوص ومراقبة الحيتان والطيور.

يهتم مراقبو الطيور بجزر الأزور لأنها تستضيف أكثر من أربعين نوعًا نادرًا ومهاجرًا، منها الزرزور الأزوري والصقر الأزرق. ينظم المرشدون المحليون رحلات يومية لمشاهدة هذا العالم الآسر بطريقة منظمة وآمنة.

تجمع الجزر بين الجمال الطبيعي والهدوء الساحر، فتبقى وجهة لا تُمحى من الذاكرة لمن يبحث عن المغامرة والاسترخاء وسط أروع بيئات أوروبا الطبيعية.

حكيم مروى

حكيم مروى

·

14/10/2025

ADVERTISEMENT
البجع المهيب: نظرة فاحصة على هذا الطائر الرشيق
ADVERTISEMENT

البجع المهيب يُعد من أجمل الطيور في العالم، يتميز بجسم نحيل وريش أبيض ناصع يشع تحت الشمس، فيمنحه مظهرًا أنيقًا وساحرًا. ترتبط جاذبيته بتكوينه الجسدي الفريد وريشه الذي يبدو كأنه من حرير. يقضي وقتًا طويلاً في تنظيف ريشه، فيبرز صورته كنموذج للنظافة والرشاقة.

جمال الطائر لا يقتصر على الشكل الخارجي،

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

بل سلوكياته تضيف لسحره. يُعرف البجع المهيب بلقب "ملك الرومانسية" بسبب تصرفاته الهادئة، وطقوس التزاوج المميزة التي تشمل السباحة برشاقة على سطح الماء وتبادل الحركات بين الأزواج. يتجلى السلوك في عروض رقص تُشبه طقوس الحب، فجعله رمزًا في ثقافات عديدة يمثّل الحب والولاء.

ينتمي البجع المهيب إلى عائلة البجعيات تحت اسم Cygnus olor . ينتشر في أوروبا وآسيا، وقد رُصد أيضًا في أمريكا الشمالية وأستراليا. يفضل البيئات المائية الهادئة مثل البحيرات والمستنقعات والأنهار، ويتكيف مع المناخ حسب موقعه الجغرافي، إما بالاستقرار أو الهجرة الموسمية.

تظهر جوانب أخرى من البجع المهيب من خلال عاداته الغذائية. يتغذى بشكل رئيسي على الأسماك بفضل منقاره الطويل وقدرته على الغوص، كما يتناول القواقع وأحيانًا القوارض. تُظهر سلوكياته أثناء التكاثر تفرّده؛ إذ يشكّل الزوجان روابط طويلة الأمد ويبنيان العش سويًا، ويقومان برعاية صغارهما حتى يعتمدوا على أنفسهم.

يتميز البجع المهيب بمهارات صيد ذكية؛ يستخدم استراتيجيات مثل التمويه والتعاون مع الطيور الأخرى لإرباك الأسماك، ويعتمد على الصبر والدقة في الانقضاض. يُحسن اختيار أماكن الصيد بدقة فائقة، فيجعله أحد أمهر صيادي الطيور المائية.

البجع المهيب ليس فقط أحد رموز الجمال في الطبيعة، بل يشكل كائنًا مذهلًا يجمع بين الرشاقة، الذكاء، والحنان، ويستحق التقدير والحماية لجماله ودوره في النظم البيئية.

حكيم مروى

حكيم مروى

·

13/10/2025

ADVERTISEMENT