منذ آلاف السنين، كانت سفن مصر واليمن تتوقف في موانئ الصومال لتحمل البخور والتوابل. مع ظهور الإسلام، دخلت العربية إلى البلاد، فاستعاض الناس عن لغاتهم القديمة بها. في القرن التاسع عشر، قسّمتها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا إلى ثلاث مستعمرات، فتباينت القوانين واللهجات. استعادت البلاد استقلالها عام 1960 حين وحّدت إدارتَي الشمال والجنوب تحت علم واحد.
يبلغ طول الساحل الصومالي 3300 كيلومتر، وهو الأطول في أفريقيا. يطل على باب المندب وقناة السويس، فأي خلل في أمنه يؤثر على نقل النفط العالمي. الداخل قاحل، تتخلله هضاب من الحجر الرملي وسهول جافة تنتهي إلى كثبان رملية.
غالبية السكان صوماليون ينتمون إلى عشائر تتفرع من أصل واحد. اللغة الصومالية تحمل ألفاظاً عربية، لكنها تكتب بالحرف اللاتيني. يسود نمط الرعي المتنقل، وتُحل المشكلات وفقاً لقانون عرفي يستند إلى الشريعة الإسلامية.
توجد نفط خام تحت الصحراء، وغاز في قاع البحر، وأسماك تتراكم أمام دلتا جيوب. الحرب أوقفت الاستثمار، فبقي الاقتصاد على صادرات الماشية وعوائد المغتربين.
تتنازع الصومال مع إثيوبيا على إقليم أوجادن، وتختلف مع كينيا حول ترسيم الحدود البحرية. مع ذلك، يشارك في قمم الاتحاد الأفريقي وفي مؤتمرات منظمة إيجاد. تتلقى مساعدات من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمواجهة القراصنة وتدريب الجيش.
تسيطر حركة الشباب على أجزاء من الجنوب وتفرض الضرائب على السكان. الحكومة تجلس في مقديشو، ولا تستطيع إرساء قضاء موحد. تُجرى انتخابات متأخرة، لكن الخلاف على توزيع المناصب يعيد إشعال القتال.
يطمح الصومال إلى وقف إطلاق النار، وتشييع المياه الإقليمية، وبناء مصانع لتعليب الأسماك، ليكون حلقة وصل بين أسواق الخليج ودول حوض النيل. ينتظر دعماً دولياً لإزالة الألغام وإعادة اللاجئين، على أمل أن يعم السلام القرى والمدن.