تحت أبراج جورجيا القديمة: رحلة عبر التاريخ
ADVERTISEMENT

تقف أبراج جورجيا القديمة شامخة وسط جبال القوقاز، رمز واضح للتراث الجورجي وتاريخه الطويل. تُعرف الأبراج باسم "أبراج سفانيتي"، وتعود إلى القرون الوسطى، حيث استُخدمت كحصون دفاعية ومساكن، تعكس إصرار المجتمعات الجبلية على البقاء. بُنيت من الحجر المحلي بتصميم هندسي بسيط وفعّال، ساعدها على الصمود أمام العوامل الطبيعية والحروب عبر

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

الزمن.

في شمال غرب جورجيا، تبرز أبراج سفانيتي كمعالم بارزة تعود للقرن التاسع الميلادي. يتراوح ارتفاعها بين 20 و25 مترًا، وتتكون من طوابق متعددة تضم أماكن للسكن والتخزين والدفاع. بجانب دورها الأمني، عبّرت الأبراج عن هوية العشائر الجبلية وتماسكها، حيث ارتبط كل برج بقصة محلية تروي حياة مجتمعية مميزة.

العمارة التقليدية للأبراج تُظهر تكيّفًا ذكيًا مع التضاريس. تتميز النوافذ السفلية الصغيرة التي استُخدمت للمراقبة، بينما احتوت الطوابق العليا على مساحات أوسع للحياة اليومية. التصميم الداخلي، بما في ذلك السلالم الضيقة والممرات المتصلة، يكشف قدرة المجتمع المحلي على استغلال المساحات المحدودة بأقصى درجة.

اليوم، تُعد أبراج جورجيا من أبرز مناطق الجذب السياحي في البلاد، خاصة لمحبي التاريخ والثقافة. توفر منطقة سفانيتي الجبلية تجربة فريدة تجمع بين جمال الطبيعة والعمارة التراثية. يتعرف الزوار على نمط حياة سكان الجبال، ويشاركون في فعاليات ثقافية مثل الموسيقى والفلكلور والحرف التقليدية الجورجية.

مع تزايد الاهتمام، برزت الحاجة الملحة إلى حماية الإرث التاريخي من التدهور بسبب الظروف المناخية والضغط السياحي. تعمل منظمات محلية ودولية، مثل اليونسكو، على ترميم الأبراج والحفاظ عليها من خلال مشاريع تُراعي الهوية المعمارية الأصلية وتشجع على السياحة المستدامة. تُشكل أبراج جورجيا مثالًا حيًا على تفاعل الإنسان مع الطبيعة، وكنزًا معماريًا وثقافيًا يجب الحفاظ عليه للأجيال القادمة.

حكيم مرعشلي

حكيم مرعشلي

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT
مذهلة اليراعات الكهوف : نيوزيلندا توهج العالم تحت الأرض
ADVERTISEMENT

إذا كنت تبحث عن مغامرة غير مألوفة، فليس عليك مغادرة كوكب الأرض؛ فكهوف اليراعات في نيوزيلندا تمنحك تجربة سحرية تحت الأرض لا تُمحى من الذاكرة. الكهوف المضيئة تأسر الزائر بتوهجها الطبيعي وبمناظرها الخلابة: أنهار زرقاء تومض، صخور متدلية تغطيها فطريات مضيئة، وتكوينات جيولوجية مذهلة.

بمجرد أن تخطو داخل الكهف، يبدو

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

المشهد كأنه جزء من عالم خيالي لكنه حقيقي. ستجد عمودًا من الحجر يشبه الشمعة الذائبة، وممرات ضيقة تتطلب شجاعة لتجتازها، وكل زاوية تثير الدهشة. الاستمتاع بهذه الجولة يحتاج لياقة بدنية ومواجهة الخوف من الظلام والأماكن الضيقة.

سبب توهج الكهف هو حشرات صغيرة تُنتج ضوءًا أزرق لاصطياد فرائسها والتحدث مع بعضها. الفطريات الساطعة المنتشرة على الجدران تضيف وهجًا إضافيًا، فتصبح الزيارة أقرب إلى عرض ضوئي طبيعي تحت سطح الأرض.

مغامرة اليراعات تتطلب شجاعة، لذا يجبر كثير من الزائرين أنفسهم على تجاوز خوفهم من العتمة أو الوعورة. ارتداء ملابس مريحة وحمل مصباح قوي يُعد ضروريًا قبل النزول.

التجربة لا تقتصر على الجانب الطبيعي؛ فالكهوف تحمل حكايات وأساطير توارثها السكان الأصليون. تروي القصص عن أرواح وأبطال خرافيين، إضافة إلى قصص حب، فتمنح المكان بعدًا روحيًا يعمق فهم الزائر لتراث نيوزيلندا.

زيارة كهوف اليراعات ليست نشاطًا سياحيًا عاديًا، بل رحلة حسية وروحية تكشف عالمًا مجهولًا، وتجمع بين الطبيعة والتاريخ والثقافة. تستحق التجربة أن تُدرج ضمن قائمة أمنيات كل من يحب السفر والاستكشاف.

حكيم مروى

حكيم مروى

·

15/10/2025

ADVERTISEMENT
تل حرمل وحضارة مملكة أشنونا: كنز حضاري في قلب بغداد
ADVERTISEMENT

يقع تل حرمل في شرق بغداد، ضمن منطقة بغداد الجديدة، ويُعرف منذ القدم باسم «شادوبوم». شغل المكان وظيفة إدارية تابعة لمملكة أشنونا التي كانت عاصمتها تل أسمر في محافظة ديالى. يُعد الموقع من أبرز المعالم الأثرية في العاصمة العراقية، ويحمل آثار حضارة ازدهرت قبل أكثر من 3800 سنة، وخصوصاً في

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

العصر البابلي القديم.

بدأ الناس بالسكن في التل أيام الدولة الأكدية وسلالة أور الثالثة، ثم بلغ أوج ازدهاره منتصف العصر البابلي. يتّسم التل بتخطيط معماري متقدم؛ يحيط به سور وتؤدي إليه مداخل دفاعية، وتنتشر فيه معابد أبرزها معبد رئيسي طوله 28 متراً وعرضه 18 متراً، إضافة إلى معبدين صغيرين أُجريت لهما أعمال صيانة. تُظهر بقايا البيوت شبكة صرف صحي وأحياء سكنية، ما يدل على تخطيط مدروس للمدينة.

برز التل دوره العلمي بعد العثور على آلاف الرقم الطينية تحوي معارف رياضية متقدمة، منها تطابق المثلثات وجداول الضرب ورفع الأعداد والجذور، وكلها يرجع إلى فترة تسبق إقليدس بقرون. احتوت الرقم أيضاً نصوصاً لغوية وقانونية وإدارية، ما يثبت وجود نظام تعليمي متطور ومجتمع واعٍ.

سيطرت مملكة أشنونا على مساحات واسعة من العراق القديم، واتخذت شادوبوم - تل حرمل - مركزاً إدارياً رئيسياً لجباية الضرائب وتنظيم التجارة. تُظهر قوانين أشنونا التي وُجدت في الموقع مستوى تنظيماً قانونياً متقدماً يسبق قوانين حمورابي، وتتناول شؤون الزراعة والتجارة والعقوبات.

أسفرت أعمال التنقيب في تل حرمل عن أدوات فخارية وزخارف تحمل دلالات فنية وصناعية، فيما تعرض العديد من الرقم في المتحف العراقي. يُعد الموقع مصدراً رئيسياً لفهم البنية الإدارية والعلمية في العصر البابلي القديم.

رغم قيمته الأثرية، يواجه تل حرمل خطر الإهمال والتوسع العمراني. الحفاظ عليه يتطلب خطة متكاملة تشمل الترميم والتعليم والترويج للسياحة الثقافية في العراق، وهو إجراء يعزز الوعي الوطني ويعيد إحياء الذاكرة التاريخية لبغداد.

يمثل تل حرمل في بغداد سجلاً حياً لحضارة سبقت عصرها علمياً وثقافياً، وإعادة تأهيله خطوة أساسية لحماية إرث وادي الرافدين.

إسلام المنشاوي

إسلام المنشاوي

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT