مثل كويكب سايكي، الغني بالمعادن. وتُذكر أن الصورة تعيد إلى الأذهان صورة "النقطة الزرقاء الباهتة" الشهيرة عام 1990.
انطلقت مركبة سايكي في أكتوبر 2023 في مهمة تمتد لست سنوات نحو كويكب يُعتقد أنه نواة كوكب أولي مكون من النيكل والحديد، يقع بين المريخ والمشتري. مهمة سايكي، ضمن برنامج "الاكتشاف" التابع لوكالة ناسا، تهدف إلى دراسة الكويكب وفهم مراحل تشكل الكواكب. المركبة مزودة بأدوات تشمل كاميرات متعددة الأطياف، ومقياس مغناطيسي، ومطياف أشعة غاما والنيوترونات، بهدف تحليل تركيب الكويكب وتاريخه الجيولوجي ومجاله المغناطيسي. كما ستستخدم التحليق عبر كوكب المريخ في مايو 2026 للحصول على دعم جاذبي.
جانب آخر من مهمة سايكي هو اختبار نظام الاتصالات البصرية في الفضاء العميق (DSOC)، الذي يستخدم الليزر لنقل البيانات بسرعة عالية. تُعد الخطوة تطورًا مهمًا في تقنية الاتصالات الفضائية المستقبلية.
التقاط صور للأرض من الفضاء تقليد متكرر في رحلات ناسا، وتُستخدم الصور لأغراض علمية وفلسفية. صورة سايكي، رغم كونها جزءًا من معايرة فنية، أثارت الشعور بالانتماء والتأمل في هشاشة كوكبنا. كما أظهرت تطور تكنولوجيا التصوير الفضائي وقدرة الكاميرات على رصد تفاصيل دقيقة من مسافات شاسعة.
تمثل صورة الأرض رمزًا لجوهر مهمة سايكي: استكشاف الفضاء العميق، وفهم تشكل الكواكب، واختبار تقنيات جديدة، وتعزيز شعورنا الجماعي بالإنتماء الكوني. وفيما تواصل المركبة رحلتها، ستُوفر صورًا وبيانات تُسهم في فتح آفاق علمية مستقبلية وتُسهّل مهام استغلال الموارد الفضائية في العقود القادمة.
عبد الله المقدسي
· 27/10/2025