في العطل والأعياد. يجلس الجميع حول المائدة وينتظرون اكتمال العدد قبل أن يبدأوا الأكل، يشاركون نفس الصحن ويُقدّمون للضيف أفضل قطع اللحم والأرز، معاملًا إياه كأحد أفراد العائلة.
الأكل باليد اليمنى عادة راسخة، ترمز إلى النظافة والأدب. اليمنى تُستخدم لحمل الطعام مباشرة، فتُحسّ بنعومة الرز وحرارة اللحم، وهذا التماس يضيف بعدًا حسيًا لا يُدركه من يستخدم الشوكة والسكين. يبقى الأكل باليد شائعًا في البيوت والولائم رغم انتشار الأدوات الحديثة.
البهارات قاعدة الطبخ العربي، تُعطي كل منطقة طبقها طابعًا مميزًا: الهيل والقرفة في الخليج، السماق والفلفل الحلو في بلاد الشام. تُضاف البهارات ليس فقط للطعم بل أيضًا لأنها تُسهّل الهضم وتقوي الجسم. تحفظ خلطاتها الأمهات وتُورّثها للبنات، فتبقى وصفة البهارة سرًا عائليًا.
يأكل الناس حسب الفصول: صيفًا يكثر البطيخ والخيار لأنهما يُرطبان الجسم، شتاءً تُقدّم الشوربات الساخنة التي تُدفئ وتُعطي طاقة سريعة.
الضيافة تنتهي بفنجان قهوة يُقدَّم بعد الطعام مع تمر أو حلوى صغيرة. تُسكب القهوة في فنجان صغير وتُقدَّم باليد اليمنى مع انحناءة بسيطة، ورفضها يُعد إهانة في كثير من البيوت.
عادات الأكل في البلدان العربية سجل حيّ يربط الماضي باليوم، يحمل قيم الترحيب والمشاركة والهوية، فكل وجبة تصير حكاية تقول إن المجتمع ما زال يجلس على الأرض ويأكل من صحن واحد.