كشف جمال الفن الإسلامي : مسجد قرطبة الكبير
ADVERTISEMENT

يُعَدّ مسجد قرطبة الكبير من أبرز معالم العمارة الإسلامية في أوروبا، ويرمز إلى ذروة الفن والهندسة الإسلامية في الأندلس. شُيّد في القرن الثامن الميلادي بأمر من عبد الرحمن الأول، فوق أنقاض معبد روماني قديم، ثم جرى توسيعه في عهد الحكم الأموي لاستيعاب عدد المسلمين المتزايد في قرطبة، فتكوّن تصميم لا

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

مثيل له يجمع بين الروحانية والجمال البنائي.

يتميّز تصميم المسجد الخارجي بجدرانه المزخرفة وأعمدته الهندسية وقبّبه الضخمة، بينما يتسم الداخل بأقواس مدهشة وأعمدة طويلة وزخارف حجرية دقيقة. يُظهر هذا التنسيق دقة الفن الإسلامي الذي يحقق توازنًا وتناغمًا بين الدين والفن. محراب المسجد ومآذنه وزخارفه الداخلية تعكس عمق الروحانية الإسلامية وتفردها المعماري.

يبدو جمال الأقواس والكتابات الزخرفية في كل زاوية من زوايا المسجد، حيث تُستخدم الزخارف الهندسية والنقوش العربية بألوان متناسقة لإضفاء بعد جمالي وروحي على المكان. تلك الكتابات ليست مجرد عناصر تزيينية، بل تعبير رفيع عن الهوية الثقافية الإسلامية وبراعة الحرفيين الذين شيّدوا هذا الصرح الأثري.

تحتضن ساحة المسجد حديقة الجنة ، وهي مساحة خضراء تُعد ملاذًا للتأمل والسكينة. تضم ممرات محاطة بأشجار طويلة وزهور ملونة، تعزز تجربة الزائر الحسية وتمنحه لحظات هادئة وسط الطبيعة والجمال المعماري. تمثل الحديقة امتدادًا للروح الإسلامية التي تدمج العناصر البيئية مع الهندسة بطريقة متناغمة.

يمثل مسجد قرطبة الكبير قيمة ثقافية وتاريخية مميزة، فبعد سقوط الخلافة الأموية، تحول إلى كاتدرائية مسيحية، مما يكشف تداخل الأديان والثقافات في إسبانيا. تصميمه اليوم يعكس مزيجًا فريدًا بين الطابعين الإسلامي والنصراني، ويشكل مرآة لفترة مزدهرة من التاريخ الأندلسي. يجذب المسجد ملايين الزوار سنويًا كمعلم سياحي يعرض جمالية التراث الإسلامي وتأثيره العميق على العمارة العالمية .

تبقى زيارة المسجد تجربة ثقافية وروحية غنية، تقدم نظرة متعمقة على الروعة الفنية للإسلام، وتعيد إحياء أمجاد الحضارة الأموية من خلال تفاصيله المعمارية الفريدة، فتظل قرطبة منارة للفن والتاريخ في ذاكرة الزمان.

حكيم مروى

حكيم مروى

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
خاباروفسك: بوابتك إلى الشرق الأقصى الروسي وسحر نهر آمور
ADVERTISEMENT

في أقصى الشرق الروسي، على ضفاف نهر آمور، تقع مدينة خاباروفسك. المدينة تختلط فيها الغابات والماء مع بنايات قديمة وأطباق من أماكن بعيدة. تبعد عن موسكو آلاف الكيلومترات، لكنها تبقى البوابة الشرقية لروسيا وتأتي مباشرة بعد فلاديفوستوك من حيث عدد السكان.

نهر آمور يشق المدينة من المنتصف. ضفته تحولت إلى

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

شارع طويل فيه مقاهي ومطاعم ومنصات خشبية تطل على الماء. يغلب على المكان صوت خطوات المارة وزقزقة العصافير عند الغروب. المشي هناك أو استئجار قارب خشبي يُعد نشاطاً يومياً معتاداً.

أنشئت المدينة سنة 1858. لا تزال الكاتدرائية الخضراء والمبنى الحجرية لمحطة القطار وتمثال الجندي أمام متحف الحرب شاهدة على تلك الفترة. داخل المتحف توجد صور وخرائط توضح كيف توسعت روسيا نحو الشرق.

خارج المدينة تبدأ الغابة. يسير الزائر في دروب ترابية ليلتقي بنمر آمور نادر أو يخيم بجانب بحيرة هادئة. محمية بولشوخي خين توفر كوخاً بسيطاً للإقامة. في الشتاء يتحول المكان إلى مسار تزلج.

سكان المدينة يأكلون حساء الشمندر الساخن مع لحم الغزال، ويشربون شاي الأعشاب المحلي، ويقدمون سمكاً مدخناً على الخبز الأسود. في السوق تباع خواتم خشبية وقفازات فرو وبرطمانات عسل كثيفة.

الربيع يجلب زهوراً صفراء على الضفة، الصيف يملأ النهر بقوارب التجديف، الخريف يغطي الأشجار بلون النحاس، والشتاء يضع طبقة ثلج ناصعة تبقى شهوراً.

الطائرة تصل من موسكو في ثماني ساعات. القطار يمر عبر سيبيريا لمدة أسبوع. قارب الركاب يبحر من كوريا الجنوبية. يكفي حفظ كلمتين بالروسية: "سباسيبا" للشكر و"باجالوستا" للطلب، وتذوق الطبق المحلي الأول دون تردد.

ياسر السايح

ياسر السايح

·

23/10/2025

ADVERTISEMENT
غيوم السعادة الحلوة: استكشاف متعة حلوى القطن
ADVERTISEMENT

تُعد حلوى القطن من الحلويات المرتبطة بذكريات الطفولة وأجواء السعادة، وهي تتميز بمذاقها الحلو وقوامها الناعم والمنفوخ الذي يذوب في الفم. يعود أصل هذا النوع من الحلوى إلى المارشميلو، الذي ظهر في مصر القديمة كمزيج من عصارة الملوخية والع honey والمكسرات لعلاج التهاب الحلق، ثم طوره الفرنسيون في القرن التاسع

ADVERTISEMENT
ADVERTISEMENT

عشر بإضافة بياض البيض والسكر، فأصبح أكثر قبولًا. لاحقًا، أدخل الأميركيون تقنية تصنيع حديثة جعلت المارشميلو وحلوى القطن منتجًا شعبيًا متاحًا للجميع، واستبدلوا عصير الملوخية بالجيلاتين.

تصنع حلوى القطن عبر تسخين السكر حتى يذوب، ثم إضافة الصبغة والنكهة، ويتم نفخ الخليط المنصهر في الهواء من خلال عجلة دوارة، ليتحول إلى خيوط رفيعة تتجمد سريعًا. يقوم العامل بجمع الخيوط على عصا لتشكيل قطعة الحلوى. العملية تتيح مشاهدة مشوقة تجمع بين الفن والصناعة.

رغم أنها حلوى بسيطة، فإن حلوى القطن تحمل فوائد صحية نسبية، إذ تحتوي على نسبة منخفضة من الدهون والسعرات الحرارية مقارنة ببعض الحلويات الأخرى، فتكون خيارًا أقل ضررًا عند الاعتدال في تناولها. تساهم أيضًا في تحسين المزاج وإفراز هرمون السعادة، فيزيد شعور الراحة النفسية.

تجربة تناول حلوى القطن في أماكن الترفيه تضيف مزيدًا من المتعة؛ إذ توفر المواقع آلات لصنع الحلوى أمام الجمهور، وتشكل الحلوى بأشكال جذابة كأشجار وفراشات، فيعزز الجانب البصري ويجعل تجربة تناول حلوى القطن مناسبة ترفيهية شيقة وجاذبة لجميع الأعمار.

ومع ذلك، هناك بعض التحذيرات المهمة. يجب الاهتمام بنظافة الأدوات والعاملين عند تحضير الحلوى، وتجنب مشاركة العصي بين الأشخاص، والانتباه لمن يعانون من حساسية للسكر أو الإضافات الصناعية. يُوصى أيضًا بعدم الإفراط في تناولها لتفادي أي آثار صحية سلبية.

وفي النهاية، تظل حلوى القطن رمزًا للمتعة والطفولة، وتمنح لحظات من البهجة نحتاجها بين وقت وآخر، شرط تناولها باعتدال ووعي.

 ياسمين

ياسمين

·

22/10/2025

ADVERTISEMENT